فأما حديث عبادة فله عنه طريقان:
الأول: يرويه معمر عن الزهري عن محمود بن الربيع عن عبادة مرفوعاً "لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب فصاعدا"
وفي لفظ "بأم القرآن"
أخرجه عبد الرزاق (٢٦٢٣) ومسلم (٣٩٤) وأحمد (٥/ ٣٢٢) والنسائي (٢/ ١٠٦) وفي "الكبرى" (٩٨٣) وأبو عوانة (٢/ ١٣٧) وابن حبان (١٧٨٦ و ١٧٩٣) والبيهقي (٢/ ٣٧٤) وفي "القراءة" (٢٧ و ٢٨) والبغوي في "شرح السنة" (٥٧٧) والحافظ في "تخريج أحاديث المختصر" (١/ ٤١٨)
قال البخاري: عامة الثقات لم يتابع معمراً في قوله: فصاعدا" القراءة خلف الإِمام ص ٢
وقال ابن حبان: تفرد به معمر عن الزهري دون أصحابه"
كذا قالا، وقد تابعه غير واحد عن الزهري به، منهم:
١ - سفيان بن عُيينة.
أخرجه أبو داود (٨٢٢) عن قتيبة بن سعيد البلخي وأحمد بن عمرو بن عبد الله بن عمرو بن السرح المصري قالا: ثنا سفيان به.
وإسناده صحيح رجاله كلهم ثقات.
٢ - عبد الرحمن بن إسحاق العامري القرشي.
أخرجه البيهقي في "القراءة" (٢٩) عن أبي الحسن علي بن محمَّد بن علي المقري أنا الحسن بن محمَّد بن إسحاق ثنا يوسف بن يعقوب ثنا محمَّد بن أبي بكر ثنا بشر بن المفضل ثنا عبد الرحمن بن إسحاق به.
قال البخاري: ويقال إنّ عبد الرحمن بن إسحاق تابع معمرا، وإنّ عبد الرحمن ربما روى عن الزهري ثم أدخل بينه وبين الزهري غيره، ولا نعلم أن هذا من صحيح حديثه أم لا" القراءة خلف الإمام ص ٣
قلت: هو صالح الحديث كما قال أحمد وابن معين وابن خزيمة وابن عدي.
وقال البخاري فيما حكاه الترمذي عنه في "العلل" (١/ ٤٧٨): ثقة.
وكذا وثقه ابن معين في بعض الروايات عنه وأبو داود وابن حبان.