للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أهلُ العلم والعمل، فلو خلت الأرضُ من عالمٍ خلت من غَرْسِ الله.

ولهذا القول (١) حججٌ كثيرةٌ لها موضعٌ آخر.

وزاد الكذَّابون في حديث علي: « ... إمَّا ظاهرًا مشهورًا، وإمَّا خفيًّا مستورًا» (٢)، وظنُّوا أنَّ ذلك دليلٌ لهم على القول بالمُنتَظَر، ولكنَّ هذه الزيادة مِنْ وَضْع بعض كذَّابيهم (٣)، والحديثُ مشهورٌ عن عليٍّ لم يَقُلْ (٤) أحدٌ عنه هذه المقالة (٥) إلا كذَّاب.

وحججُ الله لا تقومُ بخفيٍّ مستورٍ لا يقعُ العالَمُ له على خبر، ولا ينتفعون به في شيءٍ أصلًا؛ فلا جاهلٌ يتعلَّمُ منه، ولا ضالٌّ يهتدي به، ولا خائفٌ يأمنُ به، ولا ذليلٌ يتعزَّزُ به، فأيُّ حجَّةٍ لله قامت بمن لا يُرى له شخص، ولا يُسْمَعُ منه كلمة، ولا يُعْلَمُ له مكان؟! ولا سيما على أصول القائلين به، فإنَّ الذي دعاهم إلى ذلك أنهم قالوا: لا بدَّ منه في اللُّطْف


(١) أي: عدم خلوِّ الأرض من مجتهد.
(٢) لم أر هذه الزيادة إلا في كتب الرافضة. أخرجها إبراهيم بن محمد الثقفي الكوفي في «الغارات» (١/ ١٥٣)، والطوسي في أماليه (٢٣)، والمفيد في أماليه (٣)، بأسانيد مظلمة. وهي في «نهج البلاغة» (٤/ ٣٧).
(٣) انظر: «جواب الاعتراضات المصرية» لابن تيمية (٣٢).
(٤) كذا في الأصول، على تضمين معنى: ينقل.
(٥) (ح، ن): «هذه الزيادة».