إلى الأنصار فجاءوا فقالوا قوما آمنين مطاعين قال فشهدته يوم دخل المدينة فما رأيت يومًا قط كان أحسن ولا أضوأ من يوم دخل علينا فيه وشهدته يوم مات فما رأيت يومًا كان أقبح ولا أظلم من يوم مات فيه صلى الله عليه وعلى آله وسلم.
هذا حديث صحيحٌ على شرط مسلم.
وأخرجه ابن أبي شيبة (ج ١٤ ص ٣٣٧) من حديث عفان به.
* وقال الإمام أحمد رحمه الله (ج ٣ ص ٢٢٢): حدثنا هاشم حدثنا سليمان عن ثابت عن أنس بن مالك قال: إني لأسعى في الغلمان يقولون جاء محمد فأسعى فلا أرى شيئًا ثم يقولون جاء محمد فأسعى فلا أرى شيئًا قال حتى جاء رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم وصاحبه أبو بكر فكنا في بعض حرار المدينة ثم بعثنا رجل من أهل المدينة ليؤذن بهما الأنصار فاستقبلهما زهاء خمسمائة من الأنصار حتى انتهوا إليهما فقالت الأنصار انطلقا آمنين مطاعين فأقبل رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم وصاحبه بين أظهرهم فخرج أهل المدينة حتى إن العواتق لفوق البيوت يتراءينه يقلن أيهم هو أيهم هو قال فما رأينا منظرًا مشبهًا به يومئذ قال أنس بن مالك ولقد رأيته يوم دخل علينا ويوم قبض فلم أر يومين مشبهًا بهما (١).
(١) أي: يوم دخوله الفرح والسرور، ويوم مماته في الحزن والكآبة، ويفسره ما جاء في "مسند أحمد" (ج ٣ ص ٢٤٠): فلم أر يومًا أضوأ منه ولا أحسن، وشهدته يوم مات فلم أر يومًا أقبح منه.