رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم:{هَذَا مَا تُوعَدُونَ لِكُلِّ أَوَّابٍ حَفِيظٍ}(١) ليس على شيء من يوم قيل له ذلك، في أمثال لهذا كثيرة في القرآن، فمثل ذلك ما في حديث عوف، قد يحتمل أن يكون رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم لما نظر إلى السماء أُرِيَ فيها الزمان الذي يرفع فيه العلم، فقال ما قال من أجل ذلك.
ومما يدخل على ما ذكرنا من هذا، احتجاجه عليه الصلاة والسلام بضلالة اليهود والنصارى، وعند اليهود منهم التوراة، وعند النصارى منهم الإنجيل، ولم يمنعاهم من الضلالة، وإنما كان ذلك بعد ذهاب أنبيائهم صلوات الله وسلامه عليهم، لا في أيامهم، فكذلك ما تواعد رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم به أمته في حديث عوف هذا، يحتمل أن يكون بعد أيامه، وبعد ذهاب من تبعه وخلفه بالرشد والهداية، من أصحابه رضوان الله عليهم، ومن سائر أمته سواهم.
[٣٥ - تعاهد القرآن]
٦٥ - قال الإمام أحمد رحمه الله (ج ٤ ص ١٥٣): حدثنا هاشم بن القاسم، حدثنا ليث، حدثنا قباث بن رزين، عن علي بن رباح، عن عقبة ابن عامر الجهني، قال: خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم ونحن نتدارس القرآن، قال:«تعلموا القرآن واقتنوه» قال قباث: ولا أعلمه إلا قال: «وتغنوا به؛ فإنه أشد تفلتًا من المخاض في عقلها».
هذا حديث حسنٌ.
وأخرجه أبو يعلى (ج ٣ ص ٢٨٠) وله سند آخر عند النسائي يرتقي به إلى الصحة.