يقول: صلينا مع رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم يومًا فأطال القيام -وكان إذا صلى لنا خفف- ثم لا نسمع منه شيئًا غير أنه يقول:"رب وأنا فيهم"، ثم رأيته أهوى بيده ليتناول شيئًا، ثم ركع، ثم أسرع بعد ذلك، فلما سلم رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم جلس وجلسنا حوله، فقال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم:"قد علمت أنه راعكم طول صلاتي وقيامي" قلنا: أجل يا رسول الله، وسمعناك تقول:"رب وأنا فيهم". فقال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم:"والذي نفسي بيده ما من شيء وعدتموه في الآخرة إلا قد عرض علي في مقامي هذا، حتى لقد عرضت علي النار، فأقبل إلي منها شيء حتى دنا بمكاني هذا، فخشيت أن تغشاكم، فقلت: رب وأنا فيهم، فصرفها عنكم، فأدبرت قطعًا كأنها الزرابي، فنظرت إليها نظرة، فرأيت عمرو بن حرثان أخا بني غفار متكئًا في جهنم على قوسه، وإذا فيها الحميرية صاحبة القطة التي ربطتها، فلا هي أطعمتها، ولا هي أرسلتها".
هذا حديث حسنٌ.
وعبد الله بن محمد بن سلم ذكره السمعاني في "الأنساب" في المقدسي، وقال: كان مكثرًا من الحديث له رحلة، وذكر من الرواة عنه ابن حبان.
وترجم له الذهبي في "السير"(ج ١٤ ص ٣٠٦) وقال: الإمام، المحدث، العابد، الثقة.
[٥٥ - أسباب البعد عن النار]
٦٢٥ - قال الإمام أحمد رحمه الله (٣٨٦١): حدثنا محمد بن بشر، حدثنا سعيد، حدثنا قتادة.
وعبد الوهاب، عن ابن أبي عروبة، عن قتادة، عن أبي الأحوص، عن عبد الله بن مسعود، قال: بينا نحن مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في بعض أسفاره، سمعنا مناديا ينادي: الله أكبر الله أكبر، فقال نبي الله - صلى الله عليه وسلم -: