للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ص ٣٤٧): حدثنا يحيى بن حكيم، قال: نا ابن أبي عدي، عن عيينة (١)، عن أبيه، عن أبي بكرة، أنه كان ينبذ له في جر أخضر، قال: فقدم أبو برزة من غيبة غابها، فبدأ بمنزل أبي بكرة فلم يصادفه في المنزل، فوقف على امرأته فسألها عن أبي بكرة فأخبرته، ثم أبصر الجرة التي كان فيها النبيذ، فقال: ما في هذه الجرة؟ قالت: نبيذ لأبي بكرة. قال: وددت أنك جعلتيه في سقاء. فأمرت بذلك النبيذ فجعل في سقاء، ثم جاء أبو بكرة، فأخبرته عن أبي برزة الأسلمي، قال: ما في هذا السقاء؟ قالت: أمرنا أبو برزة أن نجعل نبيذك فيه. قال: ما أنا بشارب مما فيه، لئن جعلت الخمر في السِّقاء ليحلن لي! ولئن جعلت العسل في جر ليحرمن علي! إنا قد عرفنا الذي نهينا عنه، نهينا عن الدباء والحنتم والنقير والمزفت، فأما الدباء فإنا معشر ثقيف كنا نأخذ الدباء، فنخرط فيها عناقيد العنب، ثم ندفنها حتى تهدر، ثم تموت، وأما النقير فإن أهل اليمامة كانوا ينقرون أصل النخل ثم يشدخون فيها الرطب والبسر، ثم يدعوه حتى يهدر، ثم يموت، وأما الحنتم فجرارٌ حمر كانت تحمل إلينا، فيها الخمر، وأما المزفت فهذه الأوعية التي فيها الزفت.

قال البزار: لا نعلم أحدا حدث به مفسرا كما حدث به أبو بكرة.

قال أبو عبد الرحمن: هذا حديث صحيح.


(١) في الأصل: ابن عيينة، والصواب ما أثبتناه.

<<  <  ج: ص:  >  >>