رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وعلى آله وسلم: «لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى تَتَسَافَدُونَ (١) فِي الطُّرُقِ تَسَافُدَ الْحَمِيرِ».
قال البزار: لا نعلمه من وجه صحيح، إلا عن عبد الله بن عمرو بهذا الإسناد.
قال أبو عبد الرحمن: هذا حديث صحيحٌ. وقد أخرجه ابن حبان كما في "الموارد"(ص ٤٦٦) فقال رحمه الله: حدثنا أحمد بن علي بن المثنى، حدثنا إبراهيم بن حجاج السَّامِيُّ، حدثنا عبد الواحد بن زياد ... فذكره، وفي آخره: قلت: إن ذلك لكائن؟ قال:«نَعَمْ لَيَكُونَنَّ».
٥١٩ - قال الإمام عبد بن حُمَيد في "المنتخب"(ج ٢ ص ٦٣): حدثنا مسلم بن إبراهيم، ثنا القاسم بن الفضل، عن أبي نضرة، عن أبي سعيد الخدري، قال: بينما راع يرعى غنمًا له إذ جاء ذئب فأخذ منها شاة، فحال الراعي بينهُ وبين الشاةِ، فأقعى الذئب على ذنبهِ ثُم قال: يا راعي، اتق الله تحولُ بيني وبين رزق رزقني الله؟ فقال الراعي: العجبُ من ذئب مقع على ذنبه يكلمني كلام الإنسِ! فقال الذئب: أفلا أحدثك بأعجب من ذلك: رسول اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ بالحرةِ يحدث الناس بأنباء ما قد سبق. فساق الراعي غنمهُ حتى أتى المدينة، فزواها ناحية ثم أتى النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ فحدثه، فقال النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ:«صدقت»، ثم قال:«ألا إن من أشراط الساعة أن تكلم الكلام الإنس، والذي نفسي بيده لا تقوم الساعة حتى يكلم الرجل عذبة سوطه، وشراك نعله، وتخبره فخذه بما أحدث أهله».
هذا حديث صحيحٌ.
(١) في "موارد الظمآن": «حتى يتسافدوا» بحذف النون، وهو المناسب لقواعد اللغة العربية.