مسلم معاذ الهرا وقيل يكنى أبا علي من موالي محمد بن كعب القرظي وكان أبوه كناه بابي مسلم ثم ولد له ولد فسماه علياً فكني به وكان معاذ صديقاً للكميت فأشار عليه بالخروج من عمل خالد القسري وقال هو شديد العصبية على المضرية فلم يقبل منه فلما قبض خالد على الكميت وحبسه اغتم لذلك معاذ فقال
نصحك والنصيحة إن تعدت … هوى المنصوح عن لها القبول
فخالفت الذي لك فيه رشد … فغالت دون ما أملت غول
وعاد خلاف ما تهوى خلافا … له عرض من البلوى وطول
فبلغ الكميت قوله فكتب إليه
أراك كمهدي الماء للبحر حاملاً … إلى الرمل من يبرين متجر ارملا
وعاش معاذ الهرا إلى أيام البرامكة وولد في أيام يزيد بن عبد الملك ومات في السنة التي نكبت فيها البرامكة سنة سبع وثمانين ومائة وكان له أولاد وأولاد أولاد فماتوا كلهم وهو باق ولا كتاب له يعرف
[أخبار الكسائي]
أبو الحسن علي بن حمزة بن عبد الله بن عثمان وقيل بهمن بن فيروز وقيل يكنى بأبي عبد الله كوفي أخذ عن الرؤاسي وعن جماعة وقدم بغداد فضمه الرشيد إلى ولديه المأمون والأمين قرأت بخط أبي الطيب قال أشرف الرشيد على الكسائي وهو لا يراه فقام الكسائي ليلبس نعله لحاجة يريدها فابتدرها الأمين والمأمون فوضعاها بين يديه فقبل رءوسهما وأيديهما ثم أقسم عليهما ألا يعاودا فلما جلس الرشيد مجلسه قال أي الناس أكرم خادما قالوا أمير المؤمنين أعزه الله قال بل الكسائي يخدمه الأمين والمأمون وحدثهم الحديث قال ولما اشتدت علة الكسائي بالري جعل الرشيد يدخل عليه يعوده دائما فسمعه يوما منشدا
قدر أحلك ذا النخيل وقد أرى … وأبيك مالك ذو النخيل بدار