قدره، فإذا عادوا أنهبوا ذلك من يتبعهم. والصين تدعي أنها من التغزغز، وبلاد التغزغز، متاخمة للصين. وبين التبت وبين الصين واد لا يدرك غوره، ولا يعرف قعره مهول موحش، من جانبه المغربي إلى جانبه المشرقي نحو خمس مائة ذراع، وعليه جسر من عقب، عملته حكماء الصين وصناعها، وعرضه ذراعان، ولا يمكن تجويز الماشية عليه من الدواب وغيرها إلا بالشد والجذب، فإنه لا يتهيأ ولا يستقر عليه البهيمة، وكذلك أكثر الناس يجعل البهيمة والإنسان في مثل الزنبيل، ويسحبه الرجال الذين قد تعودوا العبور عليه، ومن سنة الصين تعظيم الملوك والعبادة لها، على هذا أكثر العامة. فأما مذهب الملك وأكابر الناس فثنوية وسمنية الجزء العاشر
في أخبار العلماء في سائر العلوم القديمة والمحدثة وأسماء ما صنفوه من الكتب وهو آخر الكتاب. تأليف محمد بن إسحاق النديم المعروف إسحاق بأبي يعقوب الوراق حكاية خط المصنف عبده محمد بن إسحاق
المقالة العاشرة
ويحتوي على أخبار الكيميائين والصنعويين من الفلاسفة
القدماء والمحدثين
قال محمد بن إسحاق النديم المعروف بابن أبي يعقوب الوراق: زعم أهل صناعة الكيمياء، وهي صنعة الذهب والفضة من غير معادنها: أن أول من تكلم على علم الصنعة هرمس الحكيم البابلي المنتقل إلى مصر عند افتراق الناس عن بابل، وأنه ملك مصر، وكان حكيماً فيلسوفاً، وأن الصنعة صحت له، وله