بنو شاكر المنجم، وخبرهم يجئ بعد ذلك، وبذلوا الرغائب، وأنفذوا حنين ابن إسحاق وغيره إلى بلد الروم، فجاءوهم بطرائف الكتب، وغرائب المصنفات فى الفلسفة والهندسة والموسيقى والأرثماطيقى والطب، وكان قسطا بن لوقا البعلبكي قد حمل معه شيئا فنقله، ونقل له. قال أبو سليمان المنطقي السجستاني إن بني المنجم كانوا يرزقون جماعة من النقلة منهم حنين بن اسحاق، وحبيش ابن الحسن، وثابت بن قرة، وغيرهم، في الشهر نحو خمسمائة دينار للنقل والملازمة، قال محمد بن إسحاق: سمعت أبا إسحاق بن شهرام يحدث في مجلس عام أن ببلد الروم هيكلا قديم البناء عليه باب لم ير قط أعظم منه، بمصراعين حديد، كان اليونانيون في القديم، وعند عبادتهم الكواكب والأصنام، يعظمونه ويدعون ويذبحون فيه. قال: فسألت ملك الروم أن يفتحه لي فامتنع من ذلك، لأنه أغلق منذ وقت تنصرت الروم، فلم أزل أرفق به وأراسله وأسأله شفاها عند حضوري مجلسه، قال فتقدم بفتحه، فإذا ذلك البيت من المرمر والصخر العظام ألواناً، وعليه من الكتابات والنقوش ما لم أر ولم أسمع بمثله كثرة وحسناً، وفي هذا الهيكل من الكتب القديمة ما يحمل على عدة أجمال. وكثر ذلك حتى قال: ألف جمل، بعض ذلك قد أخلق، وبعضه على حاله، وبعضه قد أكلته الأرضة. قال ورأيت فيه من آلات القرابين من الذهب وغيره أشياء طريفة، قال وأغلق الباب بعد خروجي، وامتن علي بما فعل معي. قال وذلك في أيام سيف الدولة، وزعم إن البيت على ثلاثة أيام من القسطنطينية، والمجاورون لذلك الموضع قوم من الصابة الكلدانيين، وقد أقرتهم الروم على مذاهبهم وتأخذ منهم الجزية
[أسماء النقلة من اللغات إلى اللسان العربي]
اصطفن القديم، ونقل لخالد بن يزيد بن معاوية كتب الصنعة وغيرها، البطريق وكان في أيام المنصور وأمره بنقل أشياء من الكتب القديمة، ابنه أبو زكرياء