قال ماني: لأرض النور أعضاء خمسة: النسيم، والريح، والنور، والماء، والنار. ولجو النور أعضاء خمسة: الحلم، والعلم، والعقل، والغيب، والفطنة.
قال: العظمة هذه الأعضاء العشرة كلها التي هي للجو والأرض. قال: وتلك الأرض النيرة ذات جسم، نضيرة بهجة، ذات وميض وشروق، يشرق عليه صفاء طهرها، وحسن أجسامها، صورة صورة، وحسناً حسناً، وبياضاً بياضاً وصفاء صفاء، وبهجاً بهجاً، ونوراً نوراً، وضياء ضياء، ومنظراً منظراً، وطيباً طيباً، وجمالاً جمالاً، وأبوابات أبوابات، وبروجاً بروجاً، ومساكن مساكن، ومنازل منازل، وجناناً جناناً، وأشجاراً أشجاراً، وغصوناً غصوناً، ذات فروع وثمار بهجة المنظر، ونور بهي بألوان شتى، بعضها أطيب وأزهر من بعض، وغماماً غماماً، وظلالاً ظلالا. وذلك الا له النير في هذه الأرض إله أزلي. قال وللإله في هذه الأرض عظمات اثني عشر يسمون الأبكار، صورهم كصورته، كلها علماء عاقلون. قال: وعظمات يسمون العمار العاملون الأقوياء. قال:
والنسيم حياة العالم
[صفة أرض الظلمة وحرها]
قال ماني: أرضها ذات أعماق وأغوار وأقطار وأطباق وردوم وغياض وآجام، أرض متفرقة متشعبة مملوة حرشات وينابيع دخان منها من بلاد بلاد ومن ردم ردم، وينبع النار منها من بلاد بلاد، وينبع الظلمة من بلاد بلاد، وبعض ذلك أرفع من بعض، وبعضه أسفل، والدخان الذي ينبع منه، وهو حمة الموت، ينبع من ينبوع غور قواعده من الزفية تراب وعناصر النار وعناصر الريح الشديدة المظلمة، وعناصر الماء الثقيل، والظلمة مجاورة لتلك الأرض، النيرة فوق، وتلك أسفل، لا نهاية لواحد منها في جهة العلو والظلمة من جهة السفل