لرب البخت، ويفتون في كل ليلة الخبز اللين، ويخلطون معه الشعير والتبن واللبان والآس الرطب، ويرشون عليه الزيت، ويخلطونه ويبددونه في منازلهم، ويقولون: يا طراق البخت! هاكم خنرا لكلابكم! وشعيراً وتبناً لدوابكم! وزيتا لسرجكم! وآساً لأكاليلكم! أدخلوا بسلام! واخرجوا بسلام! واتركوا لنا أجرة حسنة ولأولادنا!
[كانون الأول]
في اليوم الرابع منه ينصبون قبة يسمونها الخدر لبلثى، وهي الزهرة الآلهة برقيا، ويسمونها السحمية، وينصبون هذه القبة على الرخامة التي في المحراب ويعلقون عليها أصناف الفاكهة والرياحين والورد الأحمر اليابس والأترج والدستبوية، وسائر ما يقدرون عليه من الفاكهة اليابسة والرطبة، ويذبحون الذبائح من كل الحيوان الذي يقدرون عليه، من ذوات الأربع والطير بين يدي هذه القبة، ويقولون: هذه ذبائح إلهتنا بلثى! وهي الزهرة، يفعلون ذلك سبعة أيام، ويحرقون أيضاً في هذه الأيام إحراقات كثيرة من الحيوان للآلهة والإلهات المستورات البعيدة النائية وبنات الماء، وفي ثلاثين يوماً منه، رأس شهر رئيس الحمد، يجلس في هذا اليوم الكمر على منبر مرتفع، يصعد إليه تسع مراقي، ويأخذ في يده قضيباً من طرفاء، ويمر به سائرهم، فيضرب كل واحد منهم ثلاثة بالقضيب أو خمسة أو سبعة، ثم يخطب خطبة لهم يدعو فيها لجماعتهم بالبقاء وكثرة النسل والإمكان والعلو على جميع الأمم، وبرد دولتهم وأيام ملكهم إليهم، وبخراب مسجد الجامع بحران، وكنيسة الروم، والسوق المعروفة بسوق النساء، لأن هذه المواضع كانت فيها أصنامهم، فقلعها ملوك الروم لما تنصروا، وبإقامة دين عزوز التي كانت في مواضع هذه الأشياء التي وصفنا، ثم ينزل عن المنبر فيأكلون من الذبائح ويشربون، ويأخذ الرئيس من كل رجل في هذا اليوم لبيت مالهم درهمين