في ذلك عدة كتب، وانه نظر في خواص الأشياء وروحانياتها، وصح له ببحثه ونظره علم صناعة الكيمياء، ووقف على عمل الطلسمات؛ وله في ذلك كتب كثيرة، وقد قيل أن ذلك قبل هرمس بألوف سنين، على مذهب أصحاب القدم، وزعم أبو بكر الرازي وهو محمد بن زكرياء، أنه لا يجوز أن يصح علم الفلسفة، ولا يسمى الإنسان العالم فيلسوفاً، إلا أن يصح له علم صناعة الكيميا فيستغنى بذلك عن جميع الناس، ويكون جميعهم محتاجاً إليه في علمه وحاله، وقالت طائفة أخرى من أهل صناعة الكيميا، أن ذلك كان بوحي من الله جل اسمه إلى جماعة من أهل هذه الصناعة، وقال آخرون: كان هذا بوحي من الله تعالى إلى موسى بن عمران، والى أخيه هارون، ﵉، وأن الذي كان يتولى ذلك لهما قارون. وانه لما كثر ما عنده من الذهب والفضة كنز الكنوز وأن الله ﵎ لما رآه تجبر وتكبر. وسطا بما عنده من الأموال. أخذه بدعاء موسى ﵇. وزعم الرازي في موضع آخر من كتبه أن جماعة من الفلاسفة مثل فيثاغورس وديمقراط وفلاطن وارسطاليس وجالينوس أخيراً كانوا يعملون الصناعة. قال محمد بن إسحاق: وللفريقين جميعاً في الصنعة كتب وعلوم. وهذه أمور الله العالم بها! ونحن نبرأ في ذكرها من العيب والحكاية
[ذكر هرمس البابلي]
قد اختلف في أمره: فقيل أنه كان أحد السبعة السدنة الذين رتبوا لحفظ البيوت السبعة. وأنه كان إليه بيت عطارد. وباسمه يسمى. فان عطارد باللغة الكلدانية هرمس. وقيل أنه انتقل إلى أرض مصر بأسباب. وأنه ملكها وكان له أولاد عدة. منهم طاط وصا. واشمن. واثريب. وقفط. وانه كان حكيم زمانه. ولما توفى دفن في البناء الذي يعرف بمدينة مصر بأبي هرمس، ويعرفه العامة بالهرمين. فان أحدها قبره والآخر قبر زوجته وقيل قبر ابنه الذي خلفه بعد موته