سنة ١٦٠ ووفاته فى سنة ٢٤٠ فى خلافة المتوكل وانه من أفاضل المعتزلة وممن جرد فى اظهار المذهب والذب عن أهله والعناية به وهو من صنايع يحيى بن أكثم وبه اتصل بالمأمون ومن جهة المأمون اتصل بالمعتصم ولم ير في أبناء جنسه أكرم منه ولا أنبل ولا أسخى وقد يقال أنه دعى فى إياد قال مخلد بن أياد المصلى يهجوه
أنت عندى من إياد ليس فى ذاك كلام … عربى عربى عربى لا يضام
شعر ساقيك وفخذيك حرام وتمام … وضلوع السلو من صدرك وسام!
لو تر كنت كذا لا نجفلت منك نعام … وجنان مخصبات ويرابيع عظام
يا إيادى وإن كذبنى فيك الانام … ثم قالوا جاسمى من بنى الانباط حام
عربى عربى جاسمى والسلام وكان لاحمد عدة اولاد أغرب فى أسمائهم وكناهم فمن كنى أولاده أبو الوليد وأبو دؤاد وأبو اياد وأبو دعمى. ولابن الزيادة يهجوه ويعرض بذلك وكان ابن المعتز يستملحها
كم تردى الدلات يا بن دواد … لو تدودت لم تكن من إياد
ولاحمد بن ابى دواد شعر مطبوع منه
ما انت بالسبب الضعيف وانما … نجح الامور بقوة الاسباب
فاليوم حاجتنا اليك فانما … يدعى الطبيب لشدة الاوصاب
[ابن الراوندى]
قال أبو القاسم البلخي في كتاب «محاسن خراسان» أبو الحسين أحمد بن يحيى بن محمد بن إسحاق الراوندى من أهل مرو الروذ ولم يكن في نظرائه فى زمنه احذق منه بالكلام ولا أعرف بدقيقه وجليله وكان في أول أمره حسن السيرة جميل المذهب كثير الحياء ثم انسلخ من ذلك كله باسباب عرضت له ولان علمه كان أكثر من عقله وكان مثله كما قال الشاعر
ومن يطيق مزكى عند صبوته … ومن يقوم لمستور اذا خلعا
وقد حكى عن جماعة انه تاب عند موته مما كان منه واظهر الندم واعترف