في أخبار العلماء المصنفين من القدماء والمحدثين وأسماء ما صنفوه من الكتب
تأليف محمد بن إسحاق النديم المعروف بأبي الفرج بن أبي يعقوب الوراق
حكاية خط المصنف عبده محمد بن إسحاق
مقالة الفلاسفة
المقالة السابعة
ويحتوي على أخبار الفلاسفة والعلوم القديمة والكتب المصنفة في ذلك
وهي ثلاثة فنون
الفن الأول
في أخبار الفلاسفة الطبيعيين والمنطقيين وأسماء كتبهم ونقولها
وشروحها والموجود منها وما ذكر ولم يوجد وما وجد ثم عدم
حكايات في صدر هذه المقالة عن العلماء بلفظهم
قال أبو سهل بن نوبخت في كتاب النهمطان: قد كثرت صنوف العلوم، وأنواع الكتب ووجوه المسائل والمآخذ التي اشتق منها ما يدل عليه النجوم، مما هو كائن من الأمور قبل ظهور أسبابها، ومعرفة الناس بها، على ما وصف أهل بابل في كتبهم، وتعلم أهل مصر منهم، وعمل به أهل الهند في بلادهم، على مثال ما كان عليه أوائل الخلق، قبل مقارفتهم المعاصي، وارتكابهم المساوي، ووقوعهم في لجج الجهالة، إلى أن لبست عليهم عقولهم، وأضلت عنهم أحلامهم، فان ذلك قد كان بلغ منهم، فيما ذكر في الكتب من أمورهم وأعمالهم، مبلغاً دلّه عقولهم، وحير حلومهم، وأهلك عليهم دينهم، فصاروا حيارى ضلالاً