هؤلاء يعملون بالطريقة المحمودة، ولهم أفعال جليلة، وأعمال نبيلة
[ابن أبي رصاصة]
وهو أبو عمرو عثمان بن أبي رصاصة، ممن رأيناه وشاهدناه، وكان مقدماً في صناعته، سألته يوماً فقلت: يا أبا عمرو! أنا أنزهك عن التعرض لهذا الشأن فقال: يا سبحان الله! لي نيف وثمانون سنة، لو لم أعلم أن هذا أمر حق لتركته ولكني لا أشك في صحته! فقلت والله لا أفلحت! وله كتب كثيرة وأعمال حسنة، وأهل هذه الصناعة يفضلونه ويقدمونه
[الكلام على الطريقة المذمومة]
فأما الطريقة المذمومة، وهي طريقة السحرة، فزعم من يخبر ذلك أن بيذخ ابنة إبليس، وقيل هي ابنة ابن إبليس، وأن لها عرشاً على الماء وأن المريد لهذا الأمر متى فعل لها ما تريد وصل إليها، وأخدمته من يريد، وقضت حوائجه، ولم يحتجب عنها والذي يفعل لها القرابين من حيوان ناطق وغير ناطق، وأن يدع المفترضات ويستعمل كل ما يقبح في العقل استعماله، وقد قيل أيضاً أن بيذخ هو إبليس نفسه وقال آخر أن بيذخ تجلس على عرشها فيحمل إليها المريد لطاعتها فيسجد لها تعالى الله وتقدست أسماؤه وقال لي إنسان منهم:
أنه رآها في النوم جالسة على هيئتها في اليقظة، وإنه رأى حولها قوماً يشبهون النبط سوادية حفاة مشققي الأعقاب، وقال لي رأيت فى جملتهم ابن منذر بني (؟) وهذا رجل من أكابر السحرة قريب العهد، واسمه أحمد بن جعفر غلام بن زريق، وكان يناطق من تحت الطست
[ومنهم خلف]
ابن يوسف الدستميساني، وله من الكتب، على ما ذكر بعض أصحابه، ويعرف بابن قنان: كتاب