فإني جامعتهم إليك، ومعلمتهم أن جاويدان قال: إني أريد أن أموت في هذه الليلة، وإن روحي تخرج من بدني وتدخل في بدن بابك، وتشترك مع روحه، وإنه سيبلغ بنفسه وبكم أمراً لم يبلغه أحد، ولا يبلغه بعده أحد، وإنه يملك الأرض، ويقتل الجبابرة، ويرد المزدكية، ويعز به ذليلكم، ويرتفع به وضيعكم! فطمع بابك فيما قالت له، واستبشر به، وتهيأ له. فلما أصبحت تجمع إليها جيش جاويدان وفقالوا كيف لم يدع بنا ويوصي إلينا؟ قالت: ما منعه من ذلك إلا أنكم كنتم متفرقين في منازلكم من القرى، وأنه أن بعث وجمعكم انتشر خبره، فلم يأمن عليكم شرة العرب، فعهد الي بما أنا أؤديه إليكم، أن قبلتموه وعملتم به، فقالوا لها: قولي ما عهد إليك! فإنه لم تكن معنا مخالفة لأمره أيام حياته، وليس معنا مخالفة له بعد موته! قالت قال لي: إني أموت في ليلتي هذه! وإن روحي تخرج من جسدي وتدخل بدن هذا الغلام خادمي! وقد رأيت أن أملكه على أصحابي، فإذا مت فأعلميهم ذلك، وانه لادبن لمن خالفني فيه، واختار لنفه؟؟؟ خلاف اختياري! قالوا: قد قبلنا عهده إليك في هذا الغلام، فدعت ببقرة فأمرت بقتلها وسلخها وبسط جلدها، وصيرت على الجلد طستاً مملوءاً خمراً، وكسرت فيه خبزاً فصيرته حوالي الطست، ثم دعت برجل رجل فقالت طأ الجلد برجلك وخذ كسرة واغمسها في الخمر، وكلها وقل: آمنت بك يا روح بابك، كما آمنت بروح جاويدان! ثم خذ بيد بابك فكفر عليها وقبلها. ففعلوا ذلك إلى وقت ما تهيأ لها فيه طعام ثم أحضرتهم الطعام والشراب، وأقعدته على فراشها وقعدت معه ظاهرة لهم فلما شربوا ثلثا ثلثا أخذت طاقة ريحان فدفعتها إلى بابك، فتناولها من يدها وذلك تزويجهم، فنهضوا فكفروا لهما رضابا لتزويج، والمسلمون غريبهم ومواليهم (؟)
المذاهب التي حدثت بخراسان في الإسلام
من مذاهب المجوس والحرمية
ظهر في صدر الدولة العباسية، وقبل ظهور أبي العباس، رجل يقال له