قال: ينبغى للذي يريد الدخول في الدين أن يمتحن نفسه: فإن رآها تقدر على قمع الشهوة والحرص وترك أكل اللحمان وشرب الخمر والتناكح، وترك أذية الماء والنار والسحر والرياء، فليدخل في الدين، وإن لم يقدر على ذلك كله فلا يدخل في الدين. وإن كان يحب الدين ولم يقدر على قمع الشهوة والحرص فليغتنم حفظ الدين والصديقين، وليكن له بإزاء أفعاله القبيحة أوقات يتجر فيها للعمل والبر والتهجد والمسألة والتضرع، فان ذلك يقنعه في عاجله وآجله، ويكون صورته الصورة الثانية في المعاد، ونحن نذكرها فيما بعد إن شاء الله تعالى
[الشريعة التي جاء بها ماني والفرائض التي فرضها]
فرض ماني على أصحابه عشر فرائض على السماعين، ويتبعها ثلاث خواتيم، وصيام سبعة أيام أبداً في كل شهر. فالفرائض هي الإيمان بالعظائم الأربع: الله ونوره، وقوته، وحكمته، فالله جل اسمه ملك جنان النور، ونوره الشمس والقمر، وقوته الأملاك الخمسة: وهي النسيم، والريح، والنور، والماء، والنار. وحكمته الدين المقدس، وهو على خمسة معاني: المعلين أبناء الحلم، المشمسين أبناء العلم، القسيسين أبناء العقل، الصديقين أبناء الغيب، السماعين أبناء الفطنة. والفرائض العشر: ترك عبادة الأصنام، ترك الكذب، ترك البخل، ترك القتل، ترك الزنا، ترك السرقة، وتعليم العلل والسحر، والقيام بهمتين، وهو الشك في الدين والاسترخاء والتواني في العمل
[وفرض صلوات أربع أو سبع]
وهو أن يقوم الرجل فيمسح بالماء الجاري أو غيره، ويستقبل النير الأعظم قائماً، ثم يسجد ويقول في سجوده: مبارك هادينا الفارقليط، رسول النور، ومبارك ملائكته الحفظة، ومسبح جنوده النيرون. يقول: هذا وهو يسجد ويقوم، ولا يلبث في سجوده، ويكون منتصبا، ثم يقول في السجدة الثانية: