للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قد أعد لها، ثم يسد ذلك القبر بصخرة تكون مقدار الدنيا، فيردمها فيه فيستريح النور حينئذ من الظلمة وأذاها، وزعمت الماسية من المانوية أن النور يبقى منه شئ في الظلمة

[ابتداء التناسل على مذهب ماني]

قال: ثم أن أحد أولئك الأراكنة والنجوم والزجر والحرص والشهوة والإثم تناكحوا، فحدث من تناكحهم الإنسان الأول، الذي هو آدم، والذي تولى ذلك أركونان ذكر وأنثى، ثم حدث تناكح آخر فحدث منه المرأة الحسناء التي هي حواء. قال: فلما رأى الملائكة الخمسة نور الله وطيبه الذي استلبه الحرص وأسره في ذينك المولودين، سألوا البشير، وأم الحياة، والإنسان القديم وروح الحياة أن يرسلوا إلى ذلك المولود القديم من يطلقه ويخلصه، ويوضح له العلم والبر، ويخلصه من الشياطين. قال: فأرسلوا عيسى ومعه أله، فعمدوا إلى الأركونين فحبسوهم، واستنقذوا المولودين. قال: فعمد عيسى فكلم المولود الذي هو آدم، وأوضح له الجنان والآلهة وجهنم والشياطين والأرض والسماء والشمس والقمر، وخوفه من حواء، وأراه زجرها، ومنعه منها، وخوفه أن يدنو إليها، ففعل. ثم أن الأركون عاد إلى ابنته التي هي حواء، فنكحها بالشبق الذي فيه، فأولدها ولدا أشوه الصورة، أشقر، واسمه قاين الرجل الأشقر، ثم أن ذلك الولد نكح أمه فأولدها ولداً أبيض سماه هابيل الرجل الأبيض، ثم رجع قاين فنكح أمه فأولدها جاريتين، تسمى إحداهما حكيمة الدهر، والأخرى ابنة الحرص، فاتخذ ابنة الحرص قاين زوجة، ودفع حكيمة الدهر إلى هابيل فاتخذها امرأة له. قال: فكان في حكيمة الدهر فضل من نور الله وحكمته، ولم يكن في ابنة الحرص من ذلك شئ، ثم أن ملكا من الملائكة جاز إلى حكيمة الدهر فقال لها: احفظي نفسك، فإنه يولد منك جاريتان مكملتان لمسرة الله، ووقع عليها فولدت منه