في موضع بالسوس يعرف بالربض والقطعة فرأى امرأة في بعض الأزقة وهي تقول إن تركتموني وإلا تكلمت فقال لأعراب معه اقبضوا عليها فقال لها أى شئ عندك فجحدت فأحضرها منزله وتهددها فقالت قد نزل في جانب داري رجل يعرف بالحلاج وله قوم يصيرون إليه في كل ليلة ويوم خفية ويتكلمون بكلام منكر، فوجه من ساعته إلى جماعة من أصحابه وأصحاب السلطان وأمرهم بكبس الموضع ففعلوا فأخذوا رجلاً أبيض الرأس واللحية قبضوا عليه وعلى جميع ما معه وكان جملة من العين والمسك والثياب والعصفر والعنبر والزعفران، فقال ما تريدون مني؟ فقالوا أنت الحلاج فقال لا ما أنا هو ولا أعرفه، فصاروا به إلى منزل علي بن الحسين صاحب البريد فحبسه في بيت وتوثق منه وأخذ له دفاتر وكتب وقماش، وفشا الخبر في البلد واجتمع الناس للنظر إليه فسأله علي بن الحسين هل أنت الحلاج؟ فأنكر أن يكون هو فقال رجل من أهل السوس أنا أعرفه بعلامة في رأسه وهي ضربة، ففتش فأصيب كذلك، وكان السلطان أخذ غلاماً للحلاج يعرف بالدباس وأطال حبسه وأوقع به مكروهاً ثم خلاه بعد أن كفله وأحلفه أنه يطلب الحلاج وبذل له ما لا وكان يجول البلاد خلفه واتفق أن دخل السوس في ذلك الوقت وعرف الخبر فبادر وعرف السلطان الصورة وتحقق أمره فحمل وكان من أمره ما كان والذي صمد لقتله وقام في ذلك حامد بن العباس وقد كاد السلطان أن يطلقه لأنه نمس عليه وعلى من في داره من الخدم والنساء بالدعاء والعوذ والرقى وكان يأكل اليسير ويصلي الكثير ويصوم الدهر فاستغواهم واسترقهم وكان نصر القشوري يسميه الشيخ الصالح وإنما غلط وحامد يقرره وقد رمي ببعض الأمر فقال أنا أباهلكم فقال حامد الآن صح أنك تدعي ما قرفت به فقتل وأحرق
[أسماء كتب الحلاج]
كتاب طاسين الأزل والجواهر الأكبر والشجرة الزيتونة النورية، كتاب