للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[بقراط ويقال بالتاء]

وهو بقراط بن ايراقليس، من تلاميذ اسقلبيوس الثاني وكان اسقلبيوس لما مات خلف ثلاثة تلاميذ، وهم ماغارينس، ووارخس، وبقراط. فلما مات ماغارينس ووارخس انتهت الرياسة إلى بقراط قال يحيى النحوى: بقراط وحيد دهره الكامل الفاضل المبين المعلم لسائر الأشياء، الذي يضرب به المثل، الطبيب الفليسوف، وبلغ به الأمر إلى أن عبده الناس، وسيرته طويلة، وقوي صناعة القياس والتجربة قوة عجيبة لا يتهيأ لطاعن أن يتكلم فيها، وهو أول من علم الغرباء الطب، وجعلهم شبيهاً بأولاده، لما خاف على الطب أن يفنى من العالم، كما ذكر ذلك في كتاب عهده إلى الاطباء الغرباء الذين أعلمهم ما دعاه إلى ذلك

[ومن غير كلام يحيى]

من بعض التواريخ القديمة: كان بقراط في أيام بهمن بن أردشير، وكان بهمن اعتل، فانفذ إلى أهل بلد بقراط يستدعيه، فامتنعوا من ذلك، وقالوا أن أخرج بقراط من مدينتنا خرجنا بأجمعنا وقتلنا دونه، فرق لهم بهمن وأقره عندهم، وظهر بقراط سنة ست وتسعين لبخت نصر وهي سنة أربع عشرة لملك بهمن-رجعنا إلى كلام يحيى: وبقراط هو السابع من الثمانية الذين من اسقلبيوس الأول مخترع الطب على الولاء، وجالينوس الثامن، واليه انتهت الرياسة، ولم يلقه جالينوس، بل كان بينهما ستمائة سنة وخمس وستون سنة، قال يحيى: وعاش بقراط خمساً وتسعين سنة، منها صبياً ومتعلماً ست عشرة سنة، وعالماً ومعلماً تسعاً وسبعين سنة. وتوفي بقراط وخلف من الأولاد لصلبه ثلاثة وهم: ثاسلوس، دراقن، ماياارسيا، وهي ابنته، وكانت أبرع من بنيه. ومن ولد ولده بقراط بن ثاسلوس، وبقراط بن دراقن. ومن خط إسحاق: عاش بقراط تسعين سنة