للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[أخبار أرسطاليس]

ومعناه محب الحكمة، ويقال الفاضل الكامل، ويقال التام الفاضل، وهو أرسطاليس بن نيقوماخس بن مأخاون، من ولد اسقلبيادس الذي اخترع الطب لليونانيين. كذا ذكر بطلميوس الغريب، قال: وكان اسم أمه افسيطيا، وترجع إلى اسقلبيادس، وكان من مدينة لليونانيين تسمى أسطاغاريا، وكان أبوه نيقوماخس متطببا لفيلبس أبي الإسكندر، وهو من تلاميذ أفلاطن قال بطلميوس:

إن إسلامه إلى أفلاطن كان بوحي من الله تعالى في هيكل بوثيون قال ومكث في التعليم عشرين سنة وإنه لما غاب فلاطن إلى سقلية كان أرسطاليس يخلفه على دار التعليم. ويقال إنه نظر في الفلسفة بعد أن أتى عليه من عمره ثلاثون سنة، وكان بليغ اليونانيين ومترسلهم، وأجل علمائهم بعد فلاطن ومن مضى، عالي المرتبة في الفلسفة عظيم المحل عند الملوك، وعن رأيه كان الإسكندر يمضي الأمور، وله إليه جماعة رسائل ومكاتبات في السياسة وغيرها، فمن ذلك: رسالة في السياسة أولها: أما التعجب من مناقبك فقد فسخه تواترها، فصارت كالشئ القديم قد أنس به، لا كالحديث يتعجب منه، وأنت كما تقول العامة لا يكذب المثنى عليك، وفي هذه الرسالة: أن الناس إذا أحزنتهم الشدائد تحركوا لما فيه مصلحتهم، فإذا صاروا إلى إلا من مالوا إلى الشره وخلعوا عذار التحفظ، فأحوج ما يكون الناس إلى السنة عند حال الا من والدعة، وفيها أيضاً:

تعاهدوا الأعداء بالإذن، وذوي التنصل بالمغفرة، وذوي الاعتراف بالرأفة، وذوي الاغتيال بالمناقضة، وأهل البغي بالمداحسة، والحساد بالمغايظة، وأهل السفاهة بالحلم، وأهل المواثبة بالوقار، وأهل المشاغبة بالمحقرة، وأهل الملادغة بالاحتراس، وفي الأمور المتشابهات بالإرجاء، والواضحات بالعزيمة، والمشكلات بالبحث، ثم صحبة الملوك بكتمان السر وإرشاد الأعمال والتقريظ والملازمة، فان همتها في نفسها الامتداح، وفي الناس الاستعباد. وهذا كلام في نهاية الحكمة