قال محمد بن إسحاق: الحرمية صنفان الحرمية الأولى، ويسمون المحمرة، وهم بنواحي الجبال، فيما بين اذربيجان وأرمينية وبلاد الديلم وهمدان ودينور منتشرون، وفيما بين أصفهان وبلاد الأهواز، وهؤلاء أهل مجوس في الأصل، ثم حدث مذهبهم، وهم ممن يعرف باللقطة، وصاحبهم مزدك القديم، أمرهم بتناول اللذات، والانعكاف على بلوغ الشهوات، والأكل والشرب والمواساة والاختلاط، وترك الاستبداد بعضهم على بعض، ولهم مشاركة في الحرم والأهل؛ لا يمتنع الواحد منهم من حرمة الآخر، ولا يمنعه، ومع هذه الحال فيرون أفعال الخير، وترك القتل، وإدخال الآلام على النفوس، ولهم مذهب في الضيافات ليس هو لاحد من الأمم، إذا أضافوا الإنسان لم يمنعوه من شئ يلتمسه كائناً ما كان، وعلى هذا المذهب مزدك الأخير الذي ظهر في أيام قباد