قال محمد بن إسحاق: اختلف في أول من استنبط الطب، وفي أول الأطباء كان، فقال إسحاق بن حنين في تاريخه، قال قوم أن أهل مصر استخرجوا الطب، والسبب في ذلك أن امرأة كانت بمصر، وكانت شديدة الحزن والهم، مبتلاة بالغنظ والدرد، ومع ذلك فكانت ضعيفة المعدة، وصدرها مملوء أخلاطاً ردية، وكان حيضهاً محتبساً، فاتفق أن أكلت الراسن، شهوة منها له، فذهب عنها جميع ما كان بها ورجعت إلى صحتها، وجميع من كان به شئ مما كان بها استعمله فبرئ به، واستعمل الناس التجربة على سائر الأوجاع. وقال آخرون: إن هرمساً استخرج سائر الصنائع والفلسفة، والطب هو مما استخرجه، وبعض يقول أن أهل قو، ويقال قولوس، استخرجوها، ويصححون ذلك، من الأدوية التي ألفتها القابلة لمرأة الملك للذي كان بها، وبعض يقول المستخرج لها السحرة، وقيل أهل بابل، وقيل أهل فارس، وقيل الهند، وقيل اليمن، وقيل الصقالبة
[ذكر أول من تكلم في الطب]
على رأي يحيى النحوي وجد في تاريخه على الولاء رياسة إلى أيام جالينوس ثمانية: اسقلبيوس الأول، غوروس، مينس، برمانيدس، فلاطن الطبيب، اسقلبيوس الثاني، بقراط الثاني ماسك النفوس، جالينوس معناه الساكن. قال يحيى: وعدد السنين منذ وقت ظهور اسقلبيوس الأول إلى