قال صاحب الكتاب: وعدد الأمثال التي تقال من الكاهنة في هذا البيت في هذه السبعة الأيام اثنان وعشرون مثلاً، تقال فيهم على سبيل أحدوثة تنشد وترتل، فأما الغلمان الذين يترسمون بالدخول إلى هذا البيت، فانهم يقيمون فيه سبعة أيام، يأكلون ويشربون ولا تنظر إليهم امرأة في هذه السبعة الأيام، ويأخذون الشراب من السبعة الكاسات المصفوفة التي يسمونها:
يسوراً، ويمسحون ذلك الشراب على أعينهم، ومن قبل أن يقولوا أو يلفظوا بشئ يطعمونهم خبزاً وملحاً من تلك الأكؤس، ومن تلك القرص والفراريج، وفي اليوم السابع فانهم يأكلونه عن آخره، وقد يكون أيضاً في ذلك البيت قدس من شراب موضوعاً في زاوية، ويسمونه: فاعا، ويقولون لرئيسهم، فيقرأ مبدع يا كبيرنا! فيجيب قائلاً: لتملأ الأجانة مسطيراً انتقا الوتر، فهو سر السبعة الغير مقهور. قال محمد بن إسحاق: الناقل لهذه الأسرار الخمسة، كان عفطياً غير فصيح بالعربية، أو أراد بنقلها على هذا التقبيح والرداءة الصدق عنهم، والتحري لألفاظهم، فتركها على حالها في بعد الائتلاف، وتقطع الكلام وقد كان هارون بن إبراهيم بن حماد بن إسحاق القاضي، لما كان يلي بحران وأعمالها القضاء، وقع إليه كتاب سرياني فيه أمر مذاهبهم وصلواتهم، فأحضر رجلاً فصيحاً بالسريانية والعربية ونقله له بحضرته من غير زيادة ولا نقصان، والكتاب موجود كثير بيد الناس، واحتسب هارون بن إبراهيم حمله إلى أبي الحسن علي بن عيسى، وفي ذلك الكتاب أمرهم مشروح، فلينظر فيه، فإنه يغني عن كثير من الكتب المعمولة في معناه
[مذاهب المنانية]
قال محمد بن إسحاق: ماني بن فتّق بابك بن أبي برزام، من الحسكانية، واسم أمه ميس، ويقال أو تاخيم، ويقال مرمريم، من ولد الأشغانية، وقيل إن ماني كان أسقف قنى والعربان (؟) من أهل حوحى ومايلى بادرايا وباكسايا،