ويحتوى على وصف مذاهب الحرنانية الكلدانيين المعروفين بالصابة
ومذاهب الثنوية الكلدانيين
حكاية من خط أحمد بن الطيب في أمرهم، حكاها عن الكندي: اجتماع القوم على أن للعالم علة لم يزل، واحد لا يتكثر، لا يلحقه صفة شئ من لمعلولات، كلف أهل التمييز من خلقه الإقرار بربوبيته، وأوضح لهم السبيل، وبعث رسلاً للدلالة، وتثبيتاً للحجة، أمرهم أن يدعوا إلى رضوانه، ويحذروا غضبه، ووعدوا من أطاع نعيماً لا يزول، وأوعدوا من عصى عذابا فتصاصا بقدر استحقاقه، ثم ينقطع ذلك. وقد حكى عن بعض أوائلهم أنه قال: يعذب الله تسعة ألف دور، ثم يصير إلى رحمة الله، وأن يخص هؤلاء القوم الذين دعوا إلى الله والى لحنيفية التي يقسمون بها، وأن مشهوريهم وأعلامهم أراني وأغاثاذيمون وهرميس، وبعضهم يذكر سولون جد فلاطون الفيلسوف لأمه، ودعوة هؤلاء القوم كلهم واحدة وسنتهم وشرائعهم غير مختلفة، جعلوا قبلتهم واحدة، بأن صيروها لقطب الشمال في سفرة العقلاء، قصدوا بذلك للبحث عن الحكمة، ودفعوا ما ناقض القطر، ولزموا فضائل النفس الأربع، وأخذوا بالفضائل الجزئية، وتجنبوا الرذائل الجزئية، وقالوا إن السماء يتحرك حركة اختيارية وعقلية، المفترض عليهم من الصلاة في كل يوم ثلاث، أولها قبل طلوع الشمس بنصف ساعة أو أقل، لتنقضي مع طلوع الشمس، وهي ثمان ركعات وثلاث سجدات في كل ركعة، الثانية انقضاؤها مع زوال الشمس، وهي خمس ركعات وثلاث سجدات في كل ركعة، الثالثة مثل الثانية، انقضاؤها عند غروب الشمس، وإنما ألزمت هذه الأوقات لمواضع الأوتاد الثلاثة التي هي وتد المشرق، ووتد وسط