والله أعلم: قرأت في كتاب وقع إلي يحتوي على قطعة من أخبار الأرض وعجائب ما عليها وفيها من الأبنية والممالك وأجناس الأمم: منسوباً إلى بعض آل ثوابه. قال أخبرني أحمد بن محمد الأشموني أن بعض ولاة مصر أحب أن يعلم ما على قلة أحد الهرمين، واشر أبّت نفسه إلى ذلك، فتوصل إليه بكل حيلة، حتى وقع إليه رجل من أرض الهند فبذل له الصعود إلى رأسها برغبة أرغبه فيها، قال وإنما يعجز الإنسان عن الصعود لما يلحقه عند ترقيه وتسلقه من هيجان المدار والجزع عند نظره إلى ما بين يديه، قال وهذه البنية طولها بالذراع الهاشمية أربعمائة ذراع وثمانون ذراعاً، على مساحة أربعمائة وثمانين ذراعاً، ثم ينخرط البناء، فإذا حصل الإنسان في رأسه كان مقدار سطحه أربعين ذراعاً في أربعين ذراعاً، هذا بالهندسة، فأما الرجل الذي صعد فذكر عند نزوله أنه رأى القلة فكانت مقدار مبرك عشرين بختيا من الجمال، قال وكان على وسط هذا السطح قبة لطيفة، في وسطها شبيه بالقبر، وعند رأس ذلك القبر صخرتان، في نهاية النظافة في الحسن وكثرة التلون؛ وعلى كل واحدة منهما شخص من حجارة، صورة ذكر وأنثى، وقد تقابلا بوجهيهما، بيد الذكر لوح فيه كتابة، وبيد الأنثى مرآة وآله من ذهب تشبه المنقاش، وبين الصخرتين برنية من حجارة، على رأسها غطاء ذهب، قال فاجتهدت في قلعه حتى قلعته فرأيت فيها شبيهاً بالقار، بغير رائحته؛ قد يبس قال فأدخلت يدى فيه فوقع فيها حقة ذهب، فنزعت رأسها فإذا فيها دم عبيط، ساعة قرعه الهواء جمد كما يجمد الدم، والى أن تمكنت من النزول جف. قال: وعلى القبر أغطية حجارة لم أزل أحرص حتى قلعت عنه الغطاء فإذا رجل نائم على قفاه، على نهاية الصحة والجفاف، بين الخلقة، ظاهر الشعر، والى جانبه امرأة على هيئته، قال وذلك السطح مقعر نحو قامة وكما يدور مثل المسمار، ذات إزاج من حجارة، فيها صور