أول من سمى في الإسلام بأحمد وأصله من الأزد من فراهيد وكان يونس يقول فرهودي مثل أردوسي وكان غاية في استخراج مسائل النحو وتصحيح القياس وهو أول من استخرج العروض وحصن به أشعار العرب وكان من الزهاد في الدنيا المنقطعين إلى العلم وكان شاعراً مقلاً وتوفي الخليل بالبصرة سنة سبعين ومائة وعمره أربع وسبعون سنة وله من الكتب المصنفة كتاب العين قرأت بخط أبي الفتح النحوي صاحب بني الفرات وكان صدوقاً منقراً بحاثاً قال أبو بكر بن دريد وقع بالبصرة كتاب العين سنة ثمان وأربعين قدم به وراق من خراسان وكان في ثمانية وأربعين جزءاً فباعه بخمسين ديناراً وكان سمع بهذا الكتاب أنه بخراسان في خزائن الطاهرية حتى قدم به هذا الوراق وقيل إن الخليل عمل كتاب العين وحج وخلف الكتاب بخراسان فوجه به إلى العراق من خزائن الطاهرية ولم يرو هذا الكتاب عن الخليل أحد ولا روى في شئ من الأخبار أنه عمل هذا البتة وقيل أن الليث من ولد نصر بن سيار صحب الخليل مدة يسيرة وأن الخليل عمله له وأحذاه طريقته وعاجلت المنية الخليل فتممه الليث وحروفه على ما يخرج من الحلق واللهوات فأولها العين الحاء الهاء الخاء الغين القاف الكاف الجيم الشين الصاد الضاد السين الراء الطاء الدال التاء الظاء الذال الثاء الزاي اللام النون الفاء الميم الواو الألف الياء
[حكاية أخرى في كتاب العين]
ذكر أبو محمد بن درستويه أنه سمع كتاب العين بهذا الإسناد قال أبو الحسن علي بن مهدي الكسروي حدثني محمد بن منصور المعروف بالزاج المحدث قال قال الليث بن المظفر بن نصر بن سيار كنت أسير إلى الخليل بن أحمد فقال لي يوماً لو أن إنساناً قصد وألف حروف ألف وباء وتاء وثاء على ما أمثله لاستوعب في ذلك جميع كلام العرب فتهيأ له أصل لا يخرج عنه شئ منه بتة