ورسم لهم الدخول إليه في مناطق الذهب وما أشبهه. فسقط ذلك حتى صارت الأوقية منه بأوقية ذهب وأقل. قال الراهب وسألت عن أمر هذا القرن، فذكر فلاسفة الصين وعلماؤها أن الحيوان الذي هذا قرنه إذا وضع الولد حصل في قرنه صورة أي شئ نظر إليه أولاً عند خروجه من الرحم قال:
وأكثر ما يصاب فيه الذباب والسمك. قلت له: فيقال أنه قرن الكركدن.
فقال: ليس كما يقال! هو دابة من دواب تيك البلاد، قال وقيل لي أنه دابة من بلد الهند. وهذا هو الصحيح قال وفي كل مدينة من مدن الصين أربعة أمراء أحدهم يقال له لا نجون، ومعناه أمير الأمراء، والآخر اسمه صراصبه (؟) ومعناه رأس الجيش، وفي الموضع الذي فيه الضم الأعظم. وهو صورة البغبور بغراز وهي من مملكة أرض خانقون، ومن مدن الصين جنجون وسيبون وجنبون.
قال ومعنى بغبور بلغة الصين بن السماء، أي نزل من السماء. وكذا قال لي جيكي الصيني في سنة ست وخمسين وثلاثمائة. وسألت الراهب عن المذهب فقال أكثرهم ثنوية، وسمنية، قال وعامتهم يعبدون الملك ويعظمون صورته، ولها بيت عظيم في مدينة بغران يكون نحو عشرة آلاف ذراع في مثله، مبني بأنواع الصخر والآجر والذهب والفضة، وقبل الوصول إلى هذه يشاهد القاصد إليها أنواعاً من الأصنام والتماثيل والصور والتخيلات التي تبهر عقل من لا يعرف كيف هى، وأى شئ موضوعها. وقال لي والله يا أبا الفرج أن لو عظم أحدنا من النصارى واليهود والمسلمين الله جل اسمه تعظيم هؤلاء القوم لصورة ملكهم، فضلاً عن شخص نفسه، لا نزل الله له القطر فإنهم إذا شاهدوها وقع عليهم الأفكل والرعدة والجزع، حتى ربما فقد الواحد عقله أياماً، قلت ذاك لاستحواذ الشيطان على بلدهم وعلى جملتهم، يستغويهم ليضلهم عن سبيل الله قال يوشك أن يكون ذلك
[حكاية أخرى عن غير الراهب]
قال أبو دلف الينبوعي: اسم مدينة الملك الأعظم يسمى حمدان، ومدينة