التجار والأموال خانقوا، وطولها أربعون فرسخاً، وليس كذا قال الراهب حال دون هذا بكثير، وقال غيره للصين ثلاثمائة مدينة، كلها عامرة، وعلى كل خمسين مدينة ملك من قبل البغبور، ومن مدنهم ورصنوا وبانصوا، ومدينة يقال لها أرمابيل، ومنها إلى بانصوا مسيرة شهرين، وبانصوا تتصل بناحية التبت والترك والتغزغز، وهم لهم موادعون، ومن التبت إلى خراسان وساحل الصين على استدارة يكون ثلثة آلاف فرسخ وفي بلد الصين السيلا، وهي من أطيب البلاد وأجلها وأكثرها ذهباً، وبالصين بوادي وجبال ومفاوز إلى نهر الرمل والجبل الذي تطلع وراءه الشمس. وقال لي جماعة من أهل أندلس: أن بين بلدهم وبلد الصين مفاوز. قال ويسمى بلد الصين الأرض الكبيرة، والأندلس في الشمال، فلذلك قربوا من مشرق الشمس، وبلاد الصين. والمسافر في بلاد الصين منا ومنهم إذا سافر كتب نسبه وحليته ومبلغ سنه ومبلغ ما معه ورقيقه وحاشيته والى أن يحصل إلى مقصده ومأمنه، خوفاً من أن يحدث عليه في بلاد الصين حدث، فيكون عيبا على الملك، والميت إذا مات منهم بقي في منزله في نقر من خشب سنة، ثم حينئذ دفن في ضريح بلا لحد، ويطالب أهله ومخلفيه بالمصيبة والحزن ثلث سنين وثلثة اشهر وثلثة أيام وثلث ساعات، فمن رئي غير حزين ضرب رأسه بالخشب، وقيل له أنت قتلته ولا يدفن الميت إلا في الشهر الذي ولد في مثله، وفي اليوم والساعة، وإذا تزوج الواحد منا إليهم، وأراد الانصراف، قيل له دع الأرض وخذ البذر، فإن أخذ المرأة سراً وظهر عليه أغرم غرماً له مبلغ قد اصطلحوا عليه، وحبس وربما ضرب، ولا يولي الملك عاملا ولا أميراً إلا وله أربعون سنة، لا أقل من ذلك، والعدل بها أكثر وأظهر منه في سائر بلاد الأرض، ولا يدخلها ولا يخرج عنها إلا من وقف عليه في مائة موضع وأكثر، بحسب المسافة. واليوم الذي يحمل فيه الميت إلى قبره يزين الطريق بأنواع الديباج والحرير، بحسب حال الميت وعظم