للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

جاريتين، فسمت إحداهما فرياد، والأخرى فرفرياد، فلما بلغ هابيل ذلك احتشى غضباً، وشمله الحزن، وقال لها: ممن جئت بهذين الولدين؟ أحسبهما من قاين وهو الذي خالطك! فشرحت له صورة الملك، فتركها ومضى إلى أمه حواء فشكا إليها ما فعله قاين، وقال لها بلغك ما فعله بأختي وامرأتي؟ فبلغ ذلك قاين فعمد إلى هابيل فدمغه بصخرة فقتله، ثم اتخذ حكيمة الدهر امرأة قال ماني: ثم أن أولئك الأراكنة، وذلك الصنديد وحواء، اغتموا لما رأوا من قاين، وعلم الصنديد لحواء رطانة السحر لتسحر آدم، فمضت ففعلت وتصدت له بإكليل من زهر الشجر، فلما رآها آدم لشهوته وقع عليها، فحملت منه وولدت رجلا جميلا صبيح الوجه، فبلغ الصنديد ذلك، فاغتم له واعتل، وقال لحواء: أن هذا المولود ليس منا، وهو غريب. فرامت قتله. فأخذه آدم، وقال لحواء:

إني أغذوه بألبان البقر، وثمار الشجر، وأخذه ومضى، فأنفذ الصنديد الأراكنة ليحملوا الشجر والبقر ويباعدوها من آدم، فلما رأى آدم ذلك أخذ ذلك المولود وأدار حوله ثلاث دائرات، ذكر على الأولى اسم ملك الجنان، وعلى الثانية اسم الإنسان القديم، وعلى الثالثة اسم روح الحياة، وتنجى وضرع إلى الله جل اسمه، فقال له: أن كنت أنا اجترمت إليكم جرماً فما ذنب هذا المولود؛ ثم أن واحداً من الثلاثة عجل ومعه إكليل البهاء، أخذه بيده إلى آدم، فلما رآه الصنديد والأراكنة مضوا لوجوههم. قال: ثم ظهرت لآدم شجرة يقال لها لوطيس، فظهر منها لبن، فكان يغذى الصبي به، وسماه باسمها، ثم سماه بعد ذلك شاثل، ثم أن ذلك الصنديد نصب العداوة لآدم ولأولئك المولودين، فقال لحواء اطلعي إلى آدم فلعلك أن ترديه إلينا، فانطلقت فاستغوت آدم فخالطها بالشهوة، فلما رآه شاثل وعظه وعذله، وقال له: هلم تنطلق إلى المشرق إلى نور الله وحكمته، فانطلق معه، وأقام ثم إلى أن توفي وصار إلى الجنان، ثم أن شائل ورو فرياد وبر فرياد وحكيمة الدهر أمهما دبروا بالصديقوت نحو واحد، وسبيل واحدة، إلى وقت وفاتهم، وصارت حواء وقاين وابنة الحرص إلى جهنم