للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

لذى لا يطريك، والصديق الذي لا يغريك، والرفيق الذي لا يملك والناصح الذي لا يستزلك وأنشدني السري بن أحمد الكندي لنفسه قال: كتبت على ظهر جزء أهديته إلى صديق لي وجلدته بجلد أسود

وأدهم يسفر عن ضده … كما سفر الليل إذ ودعا

بعثت إليك به أخرسا … يناجي العيون بما لستودعا

صموت إذا زر جلبابه … لبيب فان حله أمتعا

تخبر أنواعه جامعا … يروح ويغدو لها مجمعا

تلاقى النفوس سروراً به … وتلقى الهموم به مصرعا

فلا تعدلن به نزهة … فقد حاز ما تبتغي اجمعا

وأنشدني أبو بكر الزهري لابن طباطبا في الدفاتر

لله إخوان أفادوا مفخراً … فبوصلهم ووفائهم أتكثر

هم ناطقون بغير ألسنة ترى … هم فاحصون عن السرائر تضمر

إن أبغ من عرب ومن عجم معاً … علماً مضى فيه الدفاتر تخبر

حتى كأني شاهد لزمانها … ولقد مضت من دون ذلك أعصر

خطباء إن أبغ الخطابة يرتقوا … كفى كفى للدفاتر منبر

كم قد بلوت بها الرجال وإنما … عقل الفتى بكتاب علم يسبر

كم قد هزمت به جليساً مبرماً … لا يستطيع له الهزيمة عسكر

قال محمد قد استقصيت هذا المعنى وغيره مما يجانسه في مقالة الكتابة وأدواتها من الكتاب الذي ألفته في الأوصاف والتشبيهات