وكتابة أخرى يقال لها الشاه دبيريه وكانت ملوك الأعاجم يتكلمون بها فيما بينهم دون العوام ويمنع منها سائر أهل المملكة حذراً من أن يطلع على أسرار الملوك من ليس بملك ولم تقع إلينا وكتابة الرسائل على ما جرى به اللسان وليس فيها نقط ويكتب بعضها بلغة السريانية الأولة التي يتكلم بها أهل بابل ويقرأ بالفارسية وعدد حروفها ثلاثة وثلاثون حرفاً يقال لها نامه دبيريه وهام دبيريه وهي لسائر أصناف المملكة خلا الملوك فقط وهذا مثالها
وكتابة أخرى يقال راز سهريه كانت الملوك تكتب بها الأسرار مع من يريدون من سائر الأمم وعدد حروفها وأصواتها أربعون حرفاً ولكل واحد من الحروف والأصوات صورة معروفة وليس فيها شئ من اللغة النبطية ولهم كتابة أخرى يقال لها راس سهريه يكتب بها المنطق والفلسفة وهي أربعة وعشرون حرفاً وفيها نقط ولم تقع إلينا ولهم هجاء يقال له زوارشن يكتبون بها الحروف موصول ومفصول وهو نحو ألف كلمة ليفصلوا بها بين المتشابهات مثال ذلك أنه من أراد أن يكتب كوشت وهو اللحم بالعربية كتب بسرا ويقرأه كوشت على هذا المثال وإذا أراد أن يكتب نان وهو الخبز بالعربية كتب لهما ويقرأه نان على هدا المثال وعلى هذا كل شئ أرادوا أن يكتبوه إلا أشياء لا يحتاج إلى قلبها تكتب على اللفظ