للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

حمص واشترى هناك ضياعاً وبث الدعاة آلي سواد الكوفة فأجابه من هذا الموضع رجل يعرف بحمدان ابن الأشعث ويلقب بقرمط لقصر كان في متنه وساقه، وكان قرمط هذا أكاراً بقاراً في القرية المعروفة بقس بهرام ورأس قرمط وكان داهياً، وتصبب لدعوته عبدان صاحب الكتب المصنفة، وأكثرها منحول إليه، وفرق عبدان الدعاة في سواد الكوفة، وأقام قرمط بكلواذى ونصب له عبد الله بن ميمون رجلاً من ولده يكاتبه من الطالقان، وذلك في سنة إحدى وستين ومائتين. ثم مات عبد الله فخلفه ابنه محمد بن عبد الله. ثم مات محمد فاختلفت دعاتهم وأهل مجلتهم فزعم بعضهم أن أخاه أحمد بن الله خلفه، وزعم آخرون أن الذي خلفه ولد له يسمى أحمد أيضاً، ويلقب بأبي الشلعلع. ثم قام بالدعوة بعد ذلك سعيد بن الحسين بن عبد الله بن ميمون، وكان الحسين مات في حياة أبيه، ومن قبل سعيد انتشرت الدعوة في بني العليص الكلبيين، ولم يزل عبد الله وولده بعد خروجهم من البصرة يدعون أنهم من ولد عقيل وكانوا قد احكموا النسب بالبصرة، فمن ولد عبد الله انتشرت الدعوة في الأرض وقدم الدعاة إلى الري وطبرستان وخراسان واليمن والأحساء والقطيف وقدس. ثم خرج سعيد إلى مصر فادعى انه علوي فاطمي وتسمى بعبيد الله وعاشر هناك النوشري ووجوه أصحاب السلطان وتخوق في الأموال وبلغ خبره المعتضد فكتب في القبض عليه فهرب إلى المغرب وقد كانت دعاته هناك قد غلبت على طائفتين من البربر وكانت له أحاديث معروفة، ووطأ لنفسه ذلك البلد. ثم نظر أن ما ادعاه من نسبه لا يقبل منه، فأظهر غلاماً حدثاً وزعم أنه من ولد محمد ابن إسماعيل، وهو الحسن أبو القاسم وهو القيم بالأمر بعد عبيد الله. وفي أيامه ظهر في كثير من أتباعه الاستخفاف بالشريعة والوضع من النبوة، فخرج عليه رجل يعرف بأبي يزيد المحتسب واسمه مخلد بن كيداد البربري الزناتي من بني يفرن الإباضي النكاري ويعرف بصاحب الحمار فكثر أتباعه ومعاونوه فحاربه وحصره في المهدية إلى أن مات الحسن في الحصار فقام بعده ابنه إسماعيل