وعليه قرأ ومنه أخذ، فذكرناه في هذا الموضع لاتصاله به، وكان متفننا في علوم كثيرة من علوم القدماء والعرب، حسن المعرفة، جيد القريحة، بليغ اللسان، مليح التصنيف والتأليف وكان أولا معلماً للمعتضد، ثم نادمه وخص به، وكان يفضي إليه بأسراره ويستشيره في أمور مملكته، وكان الغالب على أحمد بن الطيب علمه لا عقله، وكان سبب قتل المعتضد إياه اختصاصه به، فإنه أفضى إليه بسر يتعلق بالقاسم بن عبيد الله، وبدر غلام المعتضد، فأفشاه وأذاعه بحيلة من القاسم عليه مشهورة، فسلمه المعتضد اليهما فاستصفيا ما له ثم أودعاه المطامير، فلما كان في الوقت الذي خرج فيه المعتضد لفتح آمد وقتال أحمد بن عيسى بن شيخ، أفلت من المطامير جماعة من الخوارج وغيرهم والتقطهم مؤنس الفحل، وكان إليه الشرطة وخلافة المعتضد على الحضرة، وأقام أحمد في موضعه، ورجا بذلك السلامة، فكان قعوده سبباً لمنيته، وأمر المعتضد القاسم بإثبات جماعة ممن ينبغي أن يقتلوا ليستريح من تعلق القلب بهم فأثبتهم، فوقع المعتضد بقتلهم، فأدخل القاسم اسم أحمد في جملتهم فيما بعد، فقتل، وسأل عنه المعتضد فذكر له القاسم قتله، وأخرج إليه الثبت، فلم ينكره ومضى بعد أن بلغ السماء رفعة في سنة. وله من الكتب كتاب مختصر كتاب قاطيغورياس، كتاب مختصر كتاب بارميناس، كتاب مختصر كتاب أنالوطيقا الأول، كتاب مختصر كتاب أنالوطيقا الثاني، كتاب الأعشاش وصناعة الحسبة الكبير، كتاب عش الصناعات والحسبة الصغير، كتاب نزهة النفوس ولم يخرج بأسره، كتاب اللهو والملاهي في الغناء والمغنين والمنادمة والمجالسة وأنواع الأخبار والملح، كتاب السياسة الكبير، كتاب السياسة الصغير، كتاب المدخل إلى صناعة النجوم، كتاب الموسيقى الكبير مقالتان ولم يعمل مثله حسناً وجلالة، كتاب الموسيقى الصغير، كتاب الأرثماطيقى في الأعداد والجبر والمقابلة، كتاب المسالك والممالك، كتاب الجوارح والصيد