للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عن أبان بن عبد الله، عمن حدثه (١) عن أبي هريرة: أن النبي مسح على الخفين. دون ذكر القصة.

وأما العلة الثانية: فإنَّ أبا وهب قد اختلف عليه متن هذا الحديث، فتارة يرويه بذكر المسح على الخفين وتارة يحذفه، فأما الروايات التي ذكر فيها المسح فتقدم ذكرها.

وأما التي لا يذكر فيها المسح.

فرواها عنه محمد بن يوسف - وهو الفريابي (٢) - عند الدارمي (٦٧٨)، وأبي يعلى (٦١٣٦).

ورواها عنه أيضاً أبو داود الطيالسي (٣) عند ابن عدي في " الكامل " ٢/ ٦٨.

كلاهما: (محمد، وأبو داود) عن أبان، عن مولى لأبي هريرة، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله : «ائتني بوضوء» ثم دخل غيضة، فأتيته بماء فاستنجى، ثم مسح يده بالتراب، ثم غسل يديه، ولم يذكر المسح على الخفين.

مما تقدم يَتبيّن ضعف طرق هذا الحديث إلى أبي هريرة.

علاوة على ضعف هذه الأسانيد فإنَّ متنه منكر من حديث أبي هريرة. وذلك أنَّ المحفوظ عنه أنَّه كان ينكر المسح على الخفين، قال مسلم في "التمييز" عقب (٨٨): «وهذه الرواية في المسح عن أبي هريرة ليست بمحفوظة، وذلك أنَّ أبا هريرة لم يحفظ المسح عن النبيِّ لثبوت الرواية عنه بإنكاره المسح على الخفين». وقال عقب الرواية الصحيحة (٨٩) عن أبي هريرة: «فقد صَحّ برواية أبي زرعة، وأبي رزين، عن أبي هريرة إنكاره المسح على الخفين، ولو كان قد حفظ المسح عن النبيِّ كان أجدر الناس


(١) الذي حدثه عن أبي هريرة قد يكون مولى أبي هريرة نفسه، والله أعلم.
(٢) وهو: «ثقة فاضل» " التقريب " (٦٤١٥).
(٣) وهو: «ثقة حافظ غلط في أحاديث» " التقريب " (٢٥٥٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>