سيد المدبر - فقد قال الشافعي ﵀ في " المسند "(١٠٩٦) بتحقيقي عقب ذكره لرواية سفيان الصحيحة، يعني: بدون ذكر الموت: «هكذا سمعته منه - يعني: من سفيان - عامة دهري ثم وجدت في كتابي دبّر رجلٌ منا غلاماً له فماتَ، فإما أن يكونَ خطأ منْ كتابي أو خطأ منْ سفيان، فإنْ كانَ من سفيان فابن جريج أحفظ لحديث أبي الزبير من سفيان، ومع ابن جريج حديث الليث وغيره، وأبو الزبير يحد الحديث تحديداً يخبر فيه حياة الذي دبره، وحماد بن زيد وحماد بن سلمة وغيره أحفظ لحديث عمرو من سفيان وحده … » إلى أنْ قال: «وقد أخبرني غير واحد ممن لقي سفيان ابن عيينة قديماً أنَّه لم يكن يداخل في حديثه: «مات» وعجب بعضهم حين أخبرته أني وجدت في كتابي: «ماتَ» قال: ولعل هذا خطأٌ أو زللاً (١) منه حفظتها عنه». وقال البيهقي في "المعرفة" عقب (٦٠٧٥) ط. العلمية و (٢٠٥٩٠) ط. الوعي:«رواه البخاري في الصحيح عن قتيبة، ورواه مسلم، عن أبي بكر بن أبي شيبة، وإسحاق بن راهويه، كلهم عن سفيان ليس فيه هذا اللفظ، وكذلك رواه أحمد بن حَنْبل، وعلي بن المديني، والحميدي ليس فيه ذلك، وأخرجه: البخاري ومسلم من حديث عطاء، عن جابر مثله، وقال فيه: فدفع إليه ثمنه».
وهذا يعني: أنَّ ابن أبي عمر تابعه الشافعي على الرواية التي فيها ذكر الموت، إلا أنَّ المتتبع لطريق سفيان سيجد أنَّ سفيان بعيد عن هكذا خطأ؛ وذلك لأنَّ الرواة الثقات الحفاظ رووه عنه من دون ذكر الموت فيه، إذ رواه عنه:
عبد الرزاق (١٦٦٦٣).
والحميدي (١٢٢٢).
(١) قال السيوطي في " الشافعي العي ": ٩٧: «قال الرافعي: كذا في نسخ الكتاب والأم وكأن المعنى: أو اتفق أوقع زللاً منه، ويحسن أن يقال قوله: خطأ منه أي من الكتاب، والمعنى أنه خطأ من الكتاب أو هو زلل من سفيان، ويوافق ذلك قوله أولاً، فأما أن يكون خطأ من كتابي أو خطأ من سفيان».