"تهذيب الكمال" ٢/ ١٩ (١٠١٠) عنه أنه قال فيه: «قد سمع من ابن مسعود وليس به بأس»، ونقل عن عثمان بن سعيد الدارمي أنه قال:«سألت يحيى بن معين، قلت: أي شيء حال الحارث في علي؟ قال: ثقة»، ونقل عن عامر الشعبي، قال:«لقد رأيت الحسن والحسين يسألان الحارث الأعور، عن حديث علي».
قلت: فأما أقوال يحيى بن معين فلا تنفع في توثيق الحارث؛ لأنَّ الحفاظ كما قدمناه تواطأت أقوالهم على تكذيبه. ولعل ما يشهد لرأيي هذا أنَّ الدارمي ﵀ حينما نقل توثيق ابن معين له قال عقبه:«ليس يتابع عليه» يعني: لم يتابع يحيى على هذا التوثيق، وأما قصة الحسن والحسين يسألان الحارث ففي سندها جابر بن يزيد الجعفي كذبه أبو حنيفة، ويحيى بن معين، وإسماعيل بن أبي خالد، وزائدة، وابن الجارود، وسعيد بن جبير (١).
إذن، فالصحيح من حال الحارث الأعور أنَّه ضعيف لثلاثة أمور:
الأول: إن الجمهور على تضعيفه.
الثاني: إنه قد جرح جرحاً مفسراً.
الثالث: إنه قد وقعت في أحاديثه مناكير.
علاوة على ما تقدم من ضعف الحارث، فإنَّ أبا بكر بن عيّاش قد اختلف فيه، فرواه مرفوعاً وموقوفاً.
قلت: فأما الرواية المرفوعة فتقدم الكلام عليها وتخريجها.
وأما الموقوفة فقد أخرجها: الدارقطني ٢/ ١٤٩ ط. العلمية و (٢١١٤) ط. الرسالة، والحاكم ١/ ٤١١، والبيهقي ٤/ ١٦٦ - ١٦٧ عن أبي بكر بن عياش، بالإسناد السابق.
قال ابن حجر في "إتحاف المهرة" ١١/ ٣١٤ (٤٠٨٤): «فالظاهر أنَّ الوهم فيه من أبي بكر بن عياش».