للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وإسناد هذا الحديث ضعيف؛ لضعف يحيى بن بسطام؛ إذ ذكره البخاري في "الضعفاء الصغير" (٣٩٤)، والعقيلي في "الضعفاء الكبير" ٤/ ٣٩٤. وانظر: "لسان الميزان" ٨/ ٤٢٠ (٨٤١٨). علاوة على ذلك فإنَّ القاسم قال عنه ابن حجر في "التهذيب" ٨/ ٢٨٠: "قيل: لم يسمع من أحد من الصحابة إلا من أمامة" فبهذا تكون روايته هذه منقطعة لا تصح.

وروي عن يحيى بن الحارث من وجه آخر.

إذ أخرجه: الطبراني في "الكبير" (٧٧٤٨) من طريق جبارة بن مغلس، قال: حدثنا يحيى بن عقبة بن أبي العيزار، عن محمد بن جحادة، عن يحيى بن الحارث، عن القاسم أبي عبد الرحمن، عن أبي أمامة، به مرفوعًا.

وهذا إسنادٌ تالفٌ، فجبارة بن مغلس ويحيى بن عقبة كلاهما: ضعيف (١)، كما أنَّ الصواب من حديث أبي أمامة أنه موقوف.

فقد أخرج: الدارمي (٣٤٥٥) قال: حدثنا الحكم بن نافع، قال: أخبرنا حريز بن عثمان، عن حبيب بن عبيد، قال: سمعت أبا أمامة، قال: مَنْ قرأ مائتي آيةٍ كُتِبَ من القانتين. وإسناده صحيح.

وللحديث شاهد:

أخرجه: أبو داود (١٣٩٨)، وابن خزيمة (١١٤٤) بتحقيقي، وابن حبان (٢٥٧٢) من طريق ابن وهب، قال: أخبرنا عمرو أن أبا سوية (٢) حدثه، أنه سمع ابن حجرة يخبر عن عبد الله بن عمرو بن العاص، قال: قال رسول الله : "مَنْ قامَ بعشرِ آيَاتٍ لَمْ يُكْتَبْ منَ الغافلينَ، وَمَنْ قامَ بمائة آيةٍ كُتِبَ منَ القانتينَ، ومَنْ قامَ بألف آيةٍ كُتِبَ مِنَ المُقَنْطَرينَ (٣) ".


(١) انظر: ترجمة جبارة بن مغلس: " ميزان الاعتدال " ١/ ٣٨٧ (١٤٣٣)، وانظر في ترجمة يحيى بن عقبة: " لسان الميزان " ٨/ ٤٦٤ (٨٥٠٢).
(٢) في مطبوع صحيح ابن حبان: «سويد».
(٣) أي أعطي قنطاراً من الأجر، والقنطار ألف ومئتا أوقية، والأوقية خير مما بين السماء والأرض. " النهاية " ٤/ ١١٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>