ومثال آخر لما اختُلف فيه على التابعي في تعيين الصحابي المسند للحديث ما روى عبد الوهّاب بن بخت، قال: أخبرني نافع، عن عبد الله بن عمر: أنَّ كعب بن عجرة حلقَ رأسَهُ، فأمرهُ رسولُ اللهِ ﷺ أنْ يفتديَ، فافتدى ببقرةٍ.
أخرجه: الطبراني في " الكبير " ١٩/ (٢١٠) من طريق عبد الوهّاب، بهذا الإسناد.
هذا إسناد ظاهره الصحة رواته ثقات وإسناده متصل، إلا أنَّ الحديث اختُلف فيه على نافع فرواه عبد الوهاب بن بخت بالوجه المتقدم وتابعه على هذا الإسناد أبو معشر عند الطبراني في " الكبير " ١٩/ (٢٠٩) فرواه عن نافع، عن ابن عمر: أنَّ رسولَ الله ﷺ قال لكعب بن عجرة: "لعلكَ آذاك هوام رأسكَ؟ " قال: نعم، يا رسول الله، قال:"احلق رأسَكَ واهدِ بقرةً أشْعرها أو قلّدْها".
وهذه متابعة ضعيفة؛ لضعف أبي معشر، قال عنه البخاري في " الضعفاء الصغير "(٣٨٠): "منكر الحديث"، وقال النَّسائيُ في " الضعفاء والمتروكون "(٥٩٠): "ضعيف".
وأخرجه: أبو داود (١٨٥٩) من طريق الليث بن سعد، عن نافع: أنَّ رجلًا من الأنصار أخبرهُ عن كعبِ بن عجرةَ، وكانَ قد أصابهُ في رأسِهِ أذًى فحلقَ، فأمرهُ النَّبيُ ﷺ أنْ يهديَ هديًا بقرةً.
قال ابن حزم في " المحلى " ٧/ ١٤٤ عن هذا الإسناد: "وهذا مرسل عن مجهول".
قلت: نعم، فيه مجهول إلا أني لا أعرف ما وجه الإرسال الذي فيه، فأقول: الحديث متصل فيه مجهول.
وأخرجه: سعيد بن منصور (٢٩٦)(التفسير) من طريق ابن أبي ليلى، عن نافع، قال: حدّثنا سليمان بن يسار: أنَّ عمر سأل ابن كعبِ بن عُجْرةَ: ما صنعَ أبوكَ في الأذى الذي أصابَهُ؟ قال: ذبحَ بقرةً.