للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وهذا إسناد ضعيف؛ بسبب ضعف ابن أبي ليلى، وهو محمَّد بن عبد الرحمان بن أبي ليلى - تقدمت ترجمته -.

ولعل ذكر سليمان بن يسار خطأ ووهم من ابن أبي ليلى؛ لسوء حفظه ولا سيما أنَّ الحديث ورد من طريق سليمان بن كعب بن عجرة كما سيأتي، ومما تقدم يتضح أنَّ الحديث روي عن نافع بثلاثة أوجه:

الوجه الأول: رواه عبد الوهاب بن بخت وهو ثقةٌ (١)، وأبو معشر نجيح بن عبد الرحمان السندي وهو ضعيف (٢). فجعلاه عنه عن ابن عمر.

الوجه الثاني: رواه عنه الليث بن سعد وهو ثقةٌ ثبت (٣). مقدم في نافع، فقد نقل الذهبيُ في " سير أعلام النبلاء " ٥/ ٩٩ - ١٠٠ عن النَّسائيِ أنَّه قال: "أثبتُ أصحاب نافع … فذكر خلقًا ثُمَّ قالَ: الليث بن سعد". فجعله عنه، عن رجل من الأنصار، عن كعب بن عجرة.

الوجه الثالث: رواه محمَّد بن عبد الرحمان بن أبي ليلى وهو صدوق سيئ الحفظ جدًّا (٤). فجعله عنه، عن سليمان بن يسار.

على هذا فإنَّ أصح الوجوه المروية عن نافع في هذا الحديث هو ما رواه الليث بن سعد؛ وذلك لثقته ولتثبته في روايته عن نافع، وإسناد الليث ضعيف لإبهام راوٍ فيه.

وقد روي هذا الحديث من أوجه أُخر من غير طريق نافع، إذ رواه محمَّد ابن يحيى بن حبان، واختُلف عليه.

إذ أخرجه: الطبراني في " الكبير " ١٩/ (٣٢٩) من طريق أيوب بن موسى، عن محمَّد بن يحيى بن حبان، عن سليمان بن محمَّد بن كعب: أنَّ عمر سأل كعبًا، فقال: أيُ شيء افتدى كعبٌ حينَ حلقَ رأسَهُ؟ قال: ذبحَ بقرةً.

وتابع أيوب بن موسى على هذه الرواية محمَّد بن إسحاق، إلا أنَّه قال سليمان بن كعب.


(١) " التقريب " (٤٢٥٤).
(٢) " التقريب " (٧١٠٠).
(٣) " التقريب " (٥٦٨٤).
(٤) " التقريب " (٦٠٨١).

<<  <  ج: ص:  >  >>