إذ أخرجه: البخاري في " التاريخ الكبير " ٤/ ٤٩ (١٨٧٥)، والطبراني في " الكبير " ١٩/ (٣٣٠) من طريق ابن إسحاق، عن محمَّد بن يحيى بن حبان الأنصاري، عن سليمان بن كعب بن عجرة: أنَّ كعبًا قال لعمر: ذبحتُ بقرةً.
وخالفهما إسماعيل بن أمية إذ علق ابن حزم طريقه عن محمَّد بن يحيى بن حبان في " المحلى " ٧/ ١٤٤ فقال: "ومن طريق إسماعيل بن أمية، عن محمَّد ابن يحيى بن حبان (١): أنَّ رجلًا أصابَهُ مثلُ الذي أصابَ كعبَ بن عجرةَ، فسألَ عمرُ ابنًا لكعبِ بن عجرةَ عما كانَ أبوه ذبحَ بالحديبية في فدية رأسِهِ؟ فقالَ: بقرةً". فأسقط من الإسناد سليمان.
وقال ابن حزم عقب ذلك:"محمَّد بن يحيى لم يدرك عمر".
وقد تعقّب الحافظُ ابنُ حجر ابن حزم في قوله هذا، فقال في " لسان الميزان " ٤/ ١٧٢ (٣٦٤٠): "وهو كذلك إنْ كان المراد عمر بن الخطاب، لكن يقوى عندي أنَّه عمر بن عبد العزيز، وإلا فأين كعبُ بن عُجرة، حتى كان عمر يسأل ولدهُ، وقد أقامَ بالمدينة النبوية بعد عمر نحوًا من أربعين سنة؟! وقد وجدتُ الحديثَ في الطبراني من طريق محمَّد بن إسحاق، عن محمَّد بن يحيى بن حبَّان، عن سليمان بن كعب: أنَّ كعبًا قال لعمرَ .. فذكره، ومن طريق أيوب بن موسى عن محمَّد بن يحيى بن حبان، عن سليمان بن محمَّد بن كعب بن عُجْرة: أنَّ عمرَ سأل كعبًا: بأيِ شيءٍ أهدى حين حلقَ رأسَهُ؟ قال: ذبح بقرةً. فهذا هو الحديث وسليمان لا أعرف حالهُ، سواء كان هو ابن كعب أو ابن ابنهِ، والله أعلم".
قلت: أما سليمان فقد ذكره ابن أبي حاتم في " الجرح والتعديل " ٤/ ١٣٣ (٦٠٦) فقال: "سليمان بن محمَّد بن كعب بن عجرة"، ونقل عن أبي زرعة قوله فيه:"مدينيٌ ثقةٌ" كما أنَّ الطبرانيَ ذكر الحديث بعد ما صدّر الباب بقوله: "سليمان بن محمَّد بن كعب بن عجرة، عن جده" فلعله نسب إلى جده في رواية ابن إسحاق.
(١) في المطبوع من كتاب " المحلى ": "حيان" وهذا تصحيف.