للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ذلك واهم، وهذا وإنْ كان بعيداً بالنسبة للثقة، فلا بد من ذلك ليسلم لنا حفظ الجماعة، فإنَّه إذا كان صعباً تخطئة الثقة الذي زاد على الجماعة، فتخطئة هؤلاء ونسبتهم إلى عدم الحفظ أصعب».

قلت: ثم إنَّ هذه الرواية - التي فيها ذكر التدمية والتسمية - دليل على أن هماماً لم يضبط هذا الحديث؛ وذلك أنَّ الرواة قد اختلفوا عليه، فكما تقدم رواه عفّان بن مسلم، وحفص بن عاصم، وعبد الصمد بن عبد الوارث، بلفظ: التدمية فقط، ورواه عنه بهز بن أسد بالجمع بين: التدمية والتسمية، ورواه عند الطبراني (٦٨٢٨) فلم يذكر فيه لا التدمية ولا التسمية. فهذه الروايات المختلفة تبين أن هماماً لم يضبط هذا الحديث خاصة.

ومن الدليل القاطع على وهم همام، أنَّه قد خالف أصحاب قتادة الذين رووه بلفظ التسمية إذ رواه:

سعيد بن أبي عروبة (١) عند ابن أبي شيبة (٢٤٦٠١) و (٢٤٦١٨)، وأحمد ٥/ ١٢، وأبي داود (٢٨٣٨)، وابن ماجه (٣١٦٥)، والترمذي (١٥٢٢ م)، والنسائي ٧/ ١٦٦ وفي "الكبرى"، له (٤٥٤٦) ط. العلمية و (٤٥٣٢) ط. الرسالة، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (١٠٣٢) و (١٠٣٣) وفي (تحفة الأخيار) (٤٥٠٥) و (٤٥٠٦)، والطبراني في "الكبير" (٦٨٣١) و (٦٨٣٢)، والحاكم ٤/ ٢٣٧، والبيهقي ٩/ ٢٩٩ و ٣٠٣ وفي "شعب الإيمان، له (٨٦٣٠) ط. العلمية و (٨٢٦٣) ط. الرشد.

وشعبة عند ابن الجارود (٩١٠).

وأبان العطار (٢) عند أحمد ٥/ ١٧، والدارمي عقب (١٩٦٩)، وابن أبي الدنيا في "العيال" (٧٣)، وابن عبد البر في "التمهيد" ٢/ ٢٩٣.

وسلام بن أبي مطيع (٣) عند الطبراني في "الكبير" (٦٨٢٩)، وابن عدي


(١) وهو: «ثقة، حافظ، له تصانيف، كثير التدليس، واختلط، وكان من أثبت الناس في قتادة» " التقريب " (٢٣٦٥).
(٢) وهو: «ثقة، له أفراد» " التقريب " (١٤٣).
(٣) وهو: «ثقة، صاحب سنة، وفي روايته عن قتادة ضعف» " التقريب " (٢٧١١).

<<  <  ج: ص:  >  >>