للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وضوء رسول الله … فذكر ثلاثاً ثلاثاً، ولا أدري كيف ذكر المضمضة والاستنشاق، وقال: «والأذنان منَ الرأسِ» قال: وكان رسول الله يمسح المأقَينِ، وقال بإصبعيه، وأرانا حماد ومسح مأقيه (١).

قال الترمذي عقبه: «هذا حديث ليس إسناده بذاك القائم».

قال ابن عدي: «وهذا الحديث بهذا الإسناد لا يرويه إلا أحمد بن عيسى، وإنَّما يروي هذا حماد بن زيد، عن سنان بن ربيعة، عن شهر بن حوشب، عن أبي أمامة».

وهذا الإسناد فيه علتان:

الأولى: ضعف شهر بن حوشب، فقد قال عنه شعبة فيما نقله عنه المزي في " تهذيب الكمال " ٣/ ٤١٠ (٢٧٦٧): «ولقد لقيت شهراً فلم أعتدّ بهِ»، وعن ابن عون: «إنَّ شهراً نزكوه» أي طعنوا فيه، وقال ابن حجر في "التقريب " (٢٨٣٠): «صدوق، كثير الإرسال والأوهام».

وانظر: " ميزان الاعتدال " ٢/ ٢٨٣ (٣٧٥٦).

وعلى حال شهر هذا فقد ذهب الدارقطني إلى حمل الوهم عليه في هذا الحديث حيث قال: شهر بن حوشب ليس بالقوي، وقد وقفه سليمان بن حرب، عن حماد وهو ثقة ثبت. أما طريق سليمان بن حرب الذي أشار إليه الدارقطني فقد أخرجه في " سننه " ١/ ١٠٣ ط. العلمية و (٣٦١) ط. الرسالة، فذكره.

ومما يبين أنَّ عبارة: «الأذنان من الرأس» إنَّما هي من قول أبي أمامة، ما نقله الدارقطني عن سليمان بن حرب أنَّه قال: «الأذنان من الرأس» إنَّما هو قول أبي أمامة، فمن قال غير هذا فقد بدّل - أو كلمة قالها سليمان - أي أخطأ.


(١) لفظ رواية أحمد ٥/ ٢٥٨. جاء في التعليق على "مسند الإمام أحمد " ٣٦/ ٥٥٩ ط. الرسالة: … «وقوله: «يمسح المأقين»: مأقُ العين ومُؤقها، وتسهل الهمزة فيهما، وفيها أوجه أخرى: طَرَفها ما يلي الأنف، وهو مجرى الدمع من العين أو مُقَدَّمها أو مُؤَخَّرها».

<<  <  ج: ص:  >  >>