للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

سليمان، قال: أخبرني عمرو بن مالك (١)، قال: سمعت أبا الجوزاء، يقول في قوله: ﴿ولقد علمنا المستقدمين منكم ولقد علمنا المستأخرين﴾ قال: المستقدمين منكم في الصفوف في الصلاة والمستأخرين.

وذكره السيوطي في" الدر المنثور" ٤/ ١٨٠ وعزاه إلى ابن المنذر، مرسلاً، أي من قول أبي الجوزاء. وقد رجح العلماء الرواية المرسلة.

فقال الترمذي عقب روايته للحديث: «وهذا أشبه أنْ يكون أصح من حديث نوح». وقال ابن كثير في "تفسيره": ١٠٤٥: «وهذا الحديث فيه نكارة شديدة .. فالظاهر أنه من كلام أبي الجوزاء فقط، ليس فيه لابن عباس ذكر» أي مرسل.

وقال القرطبي في "تفسيره" ١٠/ ١٩: «وروي عن أبي الجوزاء، ولم يذكر ابن عباس، وهو أصح».

وقد روي الحديث من وجه آخر ولا يصح.

أخرجه: أحمد في "الجامع في العلل" ١/ ٣٤٣ (٢٦٧٣) قال: حدثنا وكيع، قال: حدثنا سفيان، عن رجل، عن أبي الجوزاء، عن ابن عباس : ﴿ولقد علمنا المستقدمين منكم﴾ قال وكيع: نرى أنَّه أبان بن أبي عيّاش.

فهذا إسناد ضعيف؛ فإنْ كان عن رجل ففيه مبهم، وإنْ كان أبان بن أبي عياش فهو ضعيف الحديث، قال عنه أحمد في "الجامع في العلل" ١/ ١٥٧ (٨٣٥): «متروك الحديث»، وقال البخاري في "التاريخ الكبير" ١/ ٤٢٠ (١٤٥٥) وفي "التاريخ الصغير" ٢/ ٥٠ وفي "الضعفاء الصغير"، له (٣٢): «كان شعبة سيئ الرأي فيه»، وقال النَّسائيُّ في "الضعفاء والمتروكون" (٢١): «متروك الحديث»، وقال الدارقطني في "الضعفاء والمتروكون" (١٠٣)، وابن حجر في "التقريب" (١٤٢): «متروك».

زيادة على علة الإرسال السابقة فإنَّ متنَ الحديث منكر؛ إذ وردت عن ابن عباس في هذه الآية تفسيرات عدة.


(١) عند عبد الرزاق: «عمرو بن مالك العنبري» خطأ.

<<  <  ج: ص:  >  >>