قال: رأيتُ رسولَ اللهِ ﷺ بعدَ الحدثِ تَوضأَ ومسحَ على الخفينِ.
وهذا الإسناد فيه أربع علل:
الأولى: ضعف يزيد بن أبي زياد - وهو الهاشمي الكوفي - فقد نقل المزيُّ في " تهذيب الكمال " ٨/ ١٢٦ (٧٥٨٧) عن أحمد أنَّه قال فيه: «لم يكن بالحافظ»، وقال أيضاً:«حديثه ليس بذاك»، ونقل عن يحيى بن معين قوله فيه:«لا يحتجّ بحديثهِ»، ونقل عنه أيضاً قوله فيه:«ليس بالقوي»، وقال أخرى:«ضعيف الحديث».
زيادة على ما تقدم فقد اختلف عن يزيد؛ إذ قال الدارقطني في " العلل " ٢/ ٢١ عقب (٩٢): «واختلف عن يزيد».
قلت: ووجه هذا الاختلاف أنَّه رواه خالد، عنه وكما قدمناه عن عاصم، عن أبيه أو عن جده، وهذه العلة الثانية.
وأخرجه: البزار في " مسنده "(٢٦٣) من طريق خالد بن عبد الله، عن يزيد بن أبي زياد، عن عاصم بن عبيد الله، عن أبيه أو عمه (١)، عن عمر.
وأما العلة الثالثة: فإنَّ عاصم بن عبيد الله ضعيف، فقد قال ابن سعد في " الطبقات " ٥/ ٣٧٣: «كان كثير الحديث لا يحتج به»، ونقل المزي في "تهذيب الكمال " ٤/ ١١ (٣٠٠١) عن علي بن المدينيِّ أنَّه قال: «سمعت عبد الرحمان بن مهدي ينكر حديث عاصم بن عبيد الله أشد الإنكار»، ونقل عن عبد الله بن أحمد أنَّه قال:«سمعت أبي يقول: عاصم بن عبيد الله ليس بذاك»، ونقل عن عبد الله بن أحمد الدورقي وعثمان بن سعيد الدارمي وغير واحد، عن يحيى بن معين أنَّه قال:«ضعيف».
وأما العلة الرابعة: فإنَّ عاصم بن عبيد الله قد اضطرب في هذه الرواية، قال الدارقطني في " العلل " ٢/ ٢٢ (٩٢): «والاضطراب في هذا من عاصم بن عبيد الله؛ لأنَّه كان سيئ الحفظ».
(١) وكذا أخرجه كما في " كشف الأستار " (٣٠٥) وقد جاء عنده: «أبيه وعمه، عن عمر» وهو تحريف.