للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وحديث فاطمة بنت قيس، قالت: … قلت: أَمْري بِيدكَ فأَنكحْني مَن شِئتَ، فقال: «انتَقلي إلى أُم شَريك» وأُمُّ شَريك امرأةٌ غَنية من الأنصار، عظيمةُ النّفقةِ في سبيل الله، يَنزلُ عليها الضِّيفانُ، فقلتُ: سَأَفعلُ، فقال: «لا تَفْعلي، إنّ أُمّ شَريك امرأةٌ كثيرةُ الضِّيفانِ، فإني أَكرهُ أن يَسقُطَ عنكِ خمارُكِ أو يَنكشفَ الثوبُ عن ساقيكِ، فَيَرى القومُ منكِ بعضَ ما تكرهينَ، ولكنِ انتقلي إلى ابنِ عمّكِ عبدِ اللهِ بن عمرو بن أم مكتوم» … فلما انقضتْ عدتي سمعتُ نداءَ المنادي، منادي رسول الله ينادي: الصلاةَ جامعة (١). فخرجتُ إلى المسجد فصليتُ مع رسول الله فكنتُ في صف النساء التي تلي ظُهور القوم … الحديث بطوله وفيه قصة تميم الداري.

أخرجه: مسلم ٤/ ١٩٥ (١٤٨٠) (٣٦) و ٨/ ٢٠٣ (٢٩٤٢) (١١٩)، وأبو داود (٢٢٨٤).

قال الشيخ الألباني في تعليقه على كتابه " جلباب المرأة المسلمة ": ٦٦: «ووجه دلالة (٢) الحديث على أنَّ الوجه ليس بعورة ظاهر؛ وذلك لأنَّ النبي أقرَّ ابنة قيس على أنْ يراها الرجال وعليها الخمار - وهو غطاء الرأس - فدل هذا على أنَّ الوجه منها ليس بالواجب ستره كما يجب ستر رأسها، ولكنه خشي عليها أن يسقط الخمار عنها فيظهر منها ما هو محرم بالنص، فأمرها

بما هو الأحوط لها، وهو الانتقال إلى دار ابن أم مكتوم الأعمى، فإنَّه لا يراها إذا وضعت خمارها، وحديث «أفعمياوانِ أنتما؟!» ضعيف الإسناد، منكر المتن» (٣).

وحديث سُبَيعة بنت الحارث.

أنها كانت تحت سَعد بن خَولةَ، وهو في بني عامر بن لؤي - وكان ممن


(١) قال النووي في شرحه لصحيح مسلم ٩/ ٢٤٤: «هو بنصب الصلاة وجامعة، الأول على الإغراء، والثاني على الحال»، وقال ابن هشام في " شذور الذهب ": ٢٢٣: «فالصلاة منصوب باحضُرُوا مقدماً وجامعهٍ منصوب على الحال».
(٢) فيها لغتان فتح الدال وكسرها
(٣) انظر: " السلسلة الضعيفة "، له (٥٩٥٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>