وأما الحافظ ابن كثير فقد انتقده من ناحية أخرى فقال في " تفسيره ": ٦٨٥: «وهذا حديث غريب، فإنَّ هذه الآية مكية، والأقرع بن حابس وعيينة إنما أسلما بعد الهجرة بدهر».
فبذلك بان ضعف الحديث وعدم صحته.
وانظر:" تحفة الأشراف " ٣/ ٤٧ (٣٥٢٢)، و " جامع المسانيد " ٤/ ٧٦ (٢٤٣٦) وأصل الحديث أنه من حديث سعد بن أبي وقاص.
أخرجه: عبد بن حميد (١٣١)، ومسلم ٧/ ١٢٧ (٢٤١٣)(٤٥)، وابن ماجه (٤١٢٨)، والنسائي في " الكبرى "(٨٢٢٠) و (٨٢٣٧) و (٨٢٦٤) ط. العلمية و (٨١٦٣) و (٨١٨٠) و (٨٢٠٧) ط. الرسالة وفي "فضائل الصحابة "، له (١١٦) و (١٣٣) و (١٦٠) و (١٦٢)، وأبو يعلى (٨٢٦)، والطبري في " تفسيره "(١٠٣٣٢) ط. الفكر و ٩/ ٢٦٢ ط. عالم الكتب، وابن أبي حاتم في " تفسيره " ٤/ ١٢٩٨ (١٣٣١)، وابن حبان (٦٥٧٣)، والحاكم ٣/ ٣١٩، وأبو نعيم في " الحلية" ١/ ٢٤٥، والبيهقي في " دلائل النبوة " ١/ ٣٥٣، والواحدي في " أسباب النزول "(٢٣٩) بتحقيقي من طريق المقدام بن شريح، عن أبيه، عن سعد بن أبي وقاص، قال: كنا مع النبيِّ ﷺ ستة نفر، فقال المشركون للنبيِّ ﷺ: اطردْ هؤلاء لا يجترؤُن علينا.
قال: وكنتُ أنا وابن مسعود، ورجل من هذيل، ورجلان لست أسميهما، فوقع في نفس رسول الله ﷺ ما شاء الله أنْ يقع، فحدث نفسه فأنزل الله ﷿: ﴿وَلا تَطْرُدِ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ﴾.
وذكره السيوطي في " الدر المنثور " ٣/ ٢٥ وعزاه إلى الفريابي، وأحمد، وابن المنذر، وأبي الشيخ، وابن مردويه.
أقول: وقد اعتمد الدكتور خالد بن سليمان المزني في " المحرر في أسباب النزول ": ٦٨٤ على أمر آخر لتقوية هذا الحديث، فقال: إن سبب النزول المذكور وإن كان ضعيفاً لكن يعتضد بإجماع المفسرين على معناه، وسياق الآيات القرآني ويكون سبب نزولها، والله أعلم.