٢. لعله أراد بالإجماع ذكر أصحاب التفسير لهذه القصة في مصنفاتهم، فإن صح هذا الأمر فيكون أشد عليه من الأول، وهل ذكر المفسرين لأمر ما دليل على تصحيحه؟ ولو أُصِّل هذا الأمر لُصحِحت عدد من القصص والروايات الواهية والموضوعة والتالفة كقصة ثعلبة وغيرها.
مثال آخر: روى يحيى بن عبد الحميد الحماني، قال: حدثنا يعقوب القمي، عن جعفر بن أبي المغيرة، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، قال: أَتتْ قريشٌ اليهودَ، فقالوا: ما جاءكم به موسى من الآيات؟ قالوا: عصاه ويدُهُ بيضاء للناظرين، وأَتَوا النصارى، فقالوا: كيف كان عيسى فيكم؟ قالوا: يُبرِئ الأَكمهَ والأَبرصَ ويُحيي الموتى. فأَتوا النبيَّ ﷺ فقالوا: ادعُ لنا ربَّكَ يجعل لنا الصَّفا ذهباً. فأنزل الله تعالى: ﴿إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لآياتٍ لأُولِي الأَلْبَابِ﴾ (١).
أخرجه: ابن المنذر في " تفسيره "(١٢٦٠)، وابن أبي حاتم في "تفسيره" ٣/ ٨٤١ (٤٦٥٥)، والطحاوي في " شرح مشكل الآثار "(٤٦١٦) وفي (تحفة الأخيار)(٥٩٣٦)، والطبراني في "الكبير"(١٢٣٢٢)، والواحدي في "أسباب النزول"(١٥٨) بتحقيقي واللفظ له، من طريق يحيى الحماني، بهذا الإسناد.
وذكره السيوطي في " الدر المنثور " ١/ ٢٩٩ و ٢/ ١٩٣ وعزاه لابن مردويه، عن ابن عباس.
هذا الحديث فيه يحيى الحماني، قال عنه ابن نمير فيما نقله الذهبي في … " الميزان " ٤/ ٣٩٢ (٩٥٦٧): «كذاب» وقال مرة أخرى