للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فِي الْحَجِّ} ١، وليس الفسوق كالفسوق ٢.

وكذلك الشرك شركان شرك ينقل عن الملة، وهو الشرك الأكبر، وشرك لا ينقل عن الملة وهو الأصغر كشرك الرياء، وقال -تعالى- في الشرك الأكبر: {إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ} ٣، وقال: {وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَكَأَنَّمَا خَرَّ مِنَ السَّمَاءِ فَتَخْطَفُهُ الطَّيْرُ} ٤ الآية. وقال في شرك الرياء: {فَمَنْ كَانَ يَرْجُوا لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا} ٥، وفي الحديث: "من حلف بغير الله فقد أشرك"٦، ومعلوم أن حلفه بغير الله لا يخرجه عن الملة، ولا يوجب له حكم الكفار، ومن هذا قوله صلى الله عليه وسلم: "الشرك في هذه الأمة أخفى من دبيب النمل"٧. فانظر كيف انقسم الشرك والكفر والفسوق والظلم إلى ما هو كفر ينقل عن الملة، وإلى ما لا ينقل عنها. وكذلك النفاق نفاقان نفاق اعتقاد ونفاق عمل، ونفاق الاعتقاد مذكور في القرآن في غير موضع أوجب لهم -تعالى- به الدرك الأسفل من النار، ونفاق العمل جاء في قوله صلى الله عليه وسلم: "أربع من كن فيه كان منافقا خالصا، ومن كانت فيه خصلة منهن كانت فيه خصلة من النفاق حتى يدعها: إذا حدث كذب، وإذا عاهد غدر، وإذا خاصم فجر، وإذا اؤتمن خان"٨، وكقوله صلى الله عليه وسلم: "آية المنافق ثلاث: إذا حدث كذب،


١ سورة البقرة آية: ١٩٧.
٢ كذا ولعل أصله: وليس الفسوق هنا كالفسوق هناك، كما قال في الظلم قبله.
٣ سورة المائدة آية: ٧٢.
٤ سورة الحج آية: ٣١.
٥ سورة الكهف آية: ١١٠.
٦ الترمذي: النذور والأيمان (١٥٣٥) , وأبو داود: الأيمان والنذور (٣٢٥١) , وأحمد (٢/ ٣٤ ,٢/ ٦٩ ,٢/ ٨٦ ,٢/ ١٢٥).
٧ أحمد (٤/ ٤٠٣).
٨ البخاري: الإيمان (٣٤) , ومسلم: الإيمان (٥٨) , والترمذي: الإيمان (٢٦٣٢) , والنسائي: الإيمان وشرائعه (٥٠٢٠) , وأبو داود: السنة (٤٦٨٨) , وأحمد (٢/ ١٨٩ ,٢/ ١٩٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>